اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 146
الأمر ومقدره، ومورد الرأي ومصدره ليس قلمه إلا أوضح من السيف غررا، وأحسن من الذب عن البيضة أثراً، قلمه ناسج وشي مملكته، وناظم عقد دولته.
ذكر حضرة الملك وساحة السلطان
حضرته موقع الوفود، ومطلع الجود، حضرته ملقى الرجال، وقبلة الآمال مثابة المجد، وكعبة الملك. محط رحل الكرم، وغاية مبلغ الهمم. منزع المجد، ومطلع الفضل، ومرجع الأمل، وموضع الإحسان، ومربع الملك، وموقع الرجاء قد حط بأخصب ربع، وأقر به من زرع وضرع. حضرة ينصب إليها مواد الرغبات، وتنشد فيها ضوال الطلبات. مثابة الجود، ومطلع الوفود، وموسم الآداب، وموكب الكتاب. كعبة الأمل، وقبلة الطلب، والحاكمة ببلوغ الأرب، وحسن المنقلب. عرصه هي حضرة العدل، وساحة الفضل، ومقرع الشكر، ومصرع الفقر. مجمع الفضائل ومعدنها، ومرتع المحامد وموطنها. هي كعبة المحتاج، إن لم تكن كعبة الحجاج، ومشعر الكرم، إن لم تكن مشعر الحرم، ومنى الضيف إن لم تكن منى الخيف وقبلة الصلات، إن لم تكن قبلة الصلاة.
ذكر الوصول إليها والخدمة بتقبيل الأرض واليد
وصل إلى رواق العز، ومستقر الملك. حل بربع مانوس، وملك محروس، واستقر بساحة خضرة، وحصل على عيشة نضرة، مثل إزاء السرير، وأقبل على الأرض بالتقبيل. فرش الأرض بيديه فرشاً، ونقش التراب نقشاً. أقبل على أداء الفرض، بتقبيل الأرض. لما رأى قبلة الأمل، أقبل على الأرض بالقبل مسح الأرض بتعفيره، ووصل سجوده بتكفيره، قبل اليد العالية بالمكارم، الطاهرة من المآئم. قبل من أنامله مفاتيح الآفاق،
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 146