responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 142
أن الله قرن وعده بوعيده وثوابه بعقابه منحة سابغة، وحكمة بالغة. السلطان زمام على الملة، ونظام للجملة، وجلاء للغمة، ورباط للبيضة، وعماد للحوزة. من عصى السلطان فقد أطاع الشيطان. السلطان يدافع عن سواد الأمة. وبياض الدعوة. من شايعه حمد يومه وغده، ورعى من العيش أرغده، ومن نابذه كان في الأشقين مكتوبا، وللغم واليدين مكبوبا. ما يلجأ إليه لاجيء إلا سعد جده، وورى زنده، ونفذ حده، وزاد على يومه غده، ولا يفارق الاعتصام بحبله مفارق إلا حالفه الحسران، وعانقه الخذلان، ورصدت له المنون، ولمحته الحرب الطحون.
العدل وحسن السيرة
سطعت مصابيح العدل وأنواره، وطلعت شموس الأمن وأقماره. قد أحيا سنن العدل، وأمات سير الجور فحمى الدين المنيع، وجناب الملك مريع. قد بسط لرعيته فراش العدل، ورد إليهم رياش الفضل. قد أنام الأنام في ظل عدله، ووسعهم بإحسانه وفضله. رعيته نيام نوم الأمنة، وسكارى سكر الثروة، ومتكئون على فراش العدل والنصفة، في يده خاتم عدل، وفي حكمه صارم فصل. نفوس الرعية في ظلال السكون وادعة، وفي رياض الأمن راتعة. أقلعت غمائم الشر في أيامه، وانقطعت سمائم الظلم بأحكامه. برزبه الحق في أحسن ملابسه، ونجم العدل في أزكى مغارسه. أطلع كوكب العدل وكان خافياً، فأوضح مذهب الأمن وكان عافياً.
حسن السياسة وتصريف أعنة المملكة
قد صرفهم بين ميعاده، وخشونة إبعاده، وأراهم بريق حسامه، مشفوعاً ببروق إنعامه. صرفهم على ما هو لشمل الدين أجمع، ولكلمة الضلال أقمع. مستقر في ذروة عزه، مستقل بأعباء ملكه. يتصرف للسياسة بين رفق من غير

اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست