اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 135
السهام، وأستديم الله مدته بقاء الليالي والأيام. أخصه من السلام بما يضاهي محاسنه كثرة، وأشكو قلقاً لفراقه وحسرة. سلام كأيامي عنده نضرة، وأياديه عندي كثرة. أهدي له من السلام عدد محاسنه ومعاليه، وآثاره الحميدة ومساعيه. أهدي له من السلام ما يفوت العد، ولا يقف عند حد. سلام عليه كأخلاقه العذاب، ومحاسنه الرحاب.
ذكر العتاب
العتاب جلاء للمودة، وصيقل للأخوة، يستثار رونقها، ويستخرج فرندهما. بيننا عتاب جحطة، كعتاب لحظة. من منافع العتاب إنه يطري خلق الود، ويجلو غبرة العهد، ويداوي أدواء القلوب، ويترجم عن خفيات الغيوب. العتاب حديقة المتحابين. وروضة المتصافيين. العتاب نعم الدواء إذا عرض في الود داء ولكنه إذا لم يصادف العلة، أفسد الصحة، ومعاتبة البريء والسليم، كمعالجة الصحيح غير السقيم.
شكوى الاعراض والجفاء وسوء العهد
قد رميت بسوء إعراضه، ونصبني جفاءه أقرب أغراضه. صرت عندك من محا النسيان صورته من صدرك، واسمه من صحيفة حفظك. ادرجتني في أثناء الغفلة، وطويتني في أدراج الجفوة. نسيتني وما كان من حقي أن أنسى، وطويتني في صحف إبراهيم وموسى. بعتني بيع الخلق، وليس فيمن زاد، ولكن فيمن نقص. أظن الدهر قد فطن لصفائك فكدره، واهتدى لإخائك فأفسده. قد هجرني هجرة مرة، وقطعني قطيعة فظيعة. أنت تتذكر إخوانك مع أهلة الأعوام، وتظهر لأصدقائك مع ظهور الإمام. أأنزلت عليك في الصدود آية؟ أم رفعت لك في النبو راية؟. فلان على قدر علو سنه، انخفاض وده. وبحسب عبالة جسمه، نحافة عهده. قد تركني بدار ضياع،
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 135