اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 134
النزاع، برد أيام الاستمتاع بالاجتماع. جمع الله شمل سروري بك، وعمر عمري بالنظر إليك، وجعل باقي عيشي معك، والله يطيل مدتك، ويحرس مودتك، ويصل جناحي بما ينشره عليك من جناح العز، ويمد على ساتك من ظل الكفاية والوقاية. أغناك الله عن إخوانك، ولا أغناهم عنك. إن من أباح لي ودك وهو أكرم موهوب، قادر على أن ييسر لي قربك وهو أنفس مطلوب. لا وكل الله إلى الزمان ما جمعنا عليه من إخاء ومصادقة وصفاء ومخالصة فتبعث بنا أحكامه، وتعيث فينا أيامه. أعاذ الله سيدي من الأسواء، وسقى ربعه غرر الأنواء.
ألفاظ الجواب عن شكوى الشوق
شكوت الشوق فكأنما عبرت عن قلبي، وقرأت وصفه من صحيفة ودي. ذكرت يا مولاي الشوق فهيجت ما يهيجه تغريد الأطيار بالأسحار، والوقوف بعد الأحباب على الديار. أما ما شكاه مولاي من الشوق واستطالة سلطانه، والبين واستطالة زمانه. فهو عبارة أحشاي لو نطقت، وتعبير رؤياي إذا صدقت. أما ما شكوت من الشوق فأحلف بالله إنك صادق فيه، مستغن عندي عن إقامة شاهده، بما أجده من مثله. أما شكوى الشوق فقد شكوت إلى شاك، وتوجعت إلى متوجع.
اهداء السلام
أهدي له السلام غصنا طريا، وورداً جنيا، وأحمله أنفاس الشمال. فطالما ترددت بين محب ومحبوب، واستودعه نسيم الصبا، فنعم السفير بين شائق ومشوق. سلام كأنفاس الأحباب، وأيام الشباب. فلان مخصوص بالسلام الراهن، كما هو مخصوص بالمحاسن. سلام عليه ملء عراصه، وتحية بحسب إخلاصي وإخلاصه. أخص من السلام بأوفر الأقسام، وأجزل
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 134