اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 130
الواجد. أنا أودك بأجزاء قلبي، وأحبك من سواء نفسي. لا مرحباً بعيش أتفرد به عنك، ويوم لا أكتحل فيه بك، ووددت أن أضرب بحضرتك أطناب عمري، وأنفق على خدمتك أيام دهري. لا أزال أحن إليك، وأحنو عليك. يا ليت قلبي يتراءى لك، فتقرأ فيه سطور ودي لك، وتقف منها على رأيي فيك. إني لآسف على كل يوم فارغ منك، وكل لحظة لا تؤنسها برؤيتك. يعز علي أن ينوب في خدمتك قلمي، قبل قدمي، وخطي دون خطوي، ويسعد برؤيتك رسولي، قبل وصولي، ويرد مشرع الأنس بك كتابي قبل ركابي. أنت من لا يسافر ودي إلا إليه، ولا يرفرف طير محبتي إلا عليه. لو التبست بك التباسا، يجعل رأسينا رأساً، ما زدتك ودا. ولو حال بيني وبينك سور الاعراف ما نقصتك حبا. قد ملت إليك فما أعتدل، ونزلت بك فما أرتحل، ووقفت عليك فما أنتقل، مسكنك الشغاف وحبة القلب، وخلب الكبد وسواد العين. أنت سابق الإخوان البررة، وصاحب بيعة الرضوان والشجرة. أنا أتصبح باسمك، وأتفأل بذكرك، وأحلم بوجهك، واحتلب ضرع الشعر بذكرك. أنا أعد نفسي بعض إخوانك في العدد، وأفوقهم بالتودد. ما في نفسي بقعة أعمر من محلك، وأنضر من مسكنك، ولا في قلبي مكان إلا موشي بذكرك، مطرز باسمك. المحبة ثمن لكل شيء وإن غلا، وسلم إلى كل شيء وإن علا. أنا والله أجتني قربك، وأجتوي بعدك. دوري، هي دورك وحللك، ووكلائي هم وكلاؤك وخولك. والله ما تظل الخضراء، ولا تقل الغبراء. عبداً هو أشد مني لك محالفة، وأقل مخالفة. عهدي لك أكرم العهود، ووفائي لك وفاء العرق للعود. أسباب المودة بيننا موصولة، وطرق الإخلاص عامرة مأهولة.
العبودية والخدمة
عبده حقا، ومملوكه رقا. عبده الصريح، وخادمه المشيح، ووليه
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 130