responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 391
خوض الغمار، وجردتها من مخيطها لِلْحَجِّ بَين مقَامهَا والاعتمار، وعلمتها بنثار الجماجم رمي الْجمار، وكل محكمَة الْمِقْدَار محلات ببحث النظار، منظومة الخرز نظم الفقار، أبدعتها أَرْبَاب الْحُرُوف فِي أشكال المحاريب وأبرزتها فِي المرأى الأنيق والشكل الْغَرِيب، تهمز بهَا حُرُوف الْجِيَاد عِنْد سكونها، وتثار عقبان الصُّفُوف من ركُوبهَا. فيالها من هَدِيَّة، أزرى فِيهَا العيان بِالسَّمْعِ، وثنية قَامَت عندنَا مقَام الْجمع، وذكرتنا بازدواجها الْحِكْمَة فِي ازدواج الْجَوَارِح كَالْعَيْنِ والسمع، وعرفتنا بتثنية أشكالها، وانفراد الْكتاب المعرب عَن جلالها، بركَة الْوتر وَالشَّفْع، فأغرينا لِسَان الشُّكْر بخلال مهديها، وأقبلنا وُجُوه الود وفادة موديها، وَقُلْنَا لَا يُنكر العذب من منبعه، وَلَا النُّور من مطلعه، وَلَا الْفضل إِذا صدر من مَوْضِعه. وَهَذِه الْبِلَاد أيدكم الله، أسماع أعدائها مصيخة إِلَى مثل هَذِه الأنباء، وقلوبها من اتِّصَال الْيَد بذلك الْعلَا، محملة بأثقال الأعباء، فَإِذا عرفت اعتناءكم بأمرها، وعملكم على نصرها، واهتمامكم بشأنها، ومواعدكم المتكفلة باتصال أمانها، قصر شَأْن عدوانها، وتضاءل نَار طغيانها، ووازنت الْأَحْوَال بميزاتها. وَنحن إِن ذَهَبْنَا إِلَى تَقْرِير مَا عندنَا من التَّشَيُّع الَّذِي آيَاته محكمَة، ومقدماته مسلمة، فَلَا يعْتَرض مِنْهَا رسم، وَلَا يُنَازع فِيهَا وَالْحَمْد لله خصم. لم يَتَّسِع نطاق النُّطْق لأَدَاء معلومها، وَلَا وفى الْمَكْتُوب بِبَعْض مكتومها، فحسبنا أَن نكل ذَلِك إِلَى من يعلم مَا خَفِي من السرائر، ويبلو مخبآت الضمائر. وعرفتمونا بعزمكم على الْحَرَكَة الشرقية الَّتِي قد حتم زندها فأورى، وأثرتم طرفها فانبرى، وأنكم تمهدون إِلَى الْجِهَاد فِي سَبِيل الله سَبِيلا، وترفعون الشواغب جملَة وتفصيلا، وَلكَون نيتكم الصادقة تقصد هَذَا المرمى، وتخطب هَذَا الْغَرَض الأسمى،

اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 391
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست