responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 390
فَكيف إِذا وَردت على ضمائر أصفى [فِي ذَات الله] من نطف الْغَمَام، واصدق من ذرر الأزهار فِي أصداف الكمام، وَقُلُوب متعاقدة على مرضاة الله وَالْإِسْلَام، فيالها من مودات تزكو حِينَئِذٍ ثمارها، واعتقادات تسطع أنوارها. وإننا ورد علينا كتابكُمْ الْكَرِيم على حَال اشتياق لوارد، وظما إِلَى موارد، حائزا فِي ميدان البلاغة مزية التَّقْدِيم [واصلا سَبَب الْبر الحَدِيث وَالْقَدِيم] إِلَى أَلْفَاظ مصقولة الْأَدِيم، وَمَعَان حلت من الْبَيَان مَحل الكأس من كف النديم، مصحبا بالهدية الجهادية والمقاصد الودادية، والمواعد السّنيَّة، والعزائم المتكفلة بنيل الأمنية. فوقفنا من ذَلِك كُله على أَنْوَاع بر فِي أصنافها مختارة، وضروب فضل تختال من الاحتفا فِي أكمل شارة، وتشير إِلَى مَا وَرَاءَهَا من الْعَزْم الجهادي أكْرم إِشَارَة، من كل طرف ذكى الْجنان، طموح فِي الْعَنَان، مسرج بالهلال، ملتحف بالعنان منقاد، لوحى الطّرف وَإِشَارَة البنان، ممتر فِي كَلَام النَّقْع بذيال السنان، كَأَنَّمَا زاحم النَّجْم بتليله فألجم بثرياه، وقلد بإكليله، وَكَأن الصَّباح غمر وَجهه بمسيله، والنسيم اللدن مسح عطفه بمنديله، ونهر المجرة أبقى البلل فِي تحجيله، فَلَو رَآهُ القس لمثله فِي ظهر إنجيله، متبختر فِيهَا مَشْيه، مختال فِي عصبه ووشيه، يلاعب ظله نشاطا وترفيها، ويطرف عَن مقلة ملئت تيها، وأودع سحر هاروت فهيا وكل صارم صقيل الْحَد، كَامِل الْفَصْل فِي الخد تَمِيمَة [من تمائم الْمجد] مَا شيت من مَاء فِي الْجلد مسكوب، وحزام فِي الغمد منشوب ورومى إِلَى الْهِنْد مَنْسُوب، كلف بالعلا، وازدان بأبهى الحلا، وهام بيض الطلا، حَتَّى بَان نحوله بالهوى ورق جثمانه، وتضاءل بَين الأجفان إنسانه، من اللاءى عودتهما الإيالة الفارسية

اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست