اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء الجزء : 1 صفحة : 197
وهذا البيت ينشد على وجهين: الدّنانير والدّارهيم.
ولا هي من دنانير أيلة، باع بها البائع نخيله، وإنمّا ذكروا دنانير أيلة لأنهّا كانت في حيّز الرّوم فتأتيها الدَّنانر من الشام، قال:
وما هبرزي من دنانير أيلةٍ ... بايدي الوشاة مشرقاً يتأكَّل
الوشاة: النقاشون الذين يشونه ولو رآها الضبيّ محرزٌ، لشهد أنهّا حين تبرز، أجلُّ من تلك القسمات وإن كانت في أوجه ذي سماتٍ، قال:
كأن دنانيراً عى قسماتهم، ... وإن كان قد شفّ الوجوه لقاء
ومعاذ الله أن نقرن بحوذان وادٍ، سقته روائح وغوادٍ، حتى إذا القيظ وهج، تمزّق ما لبس وانهج، قال الشاعر:
وربَّ وادٍ سقاه كوكب أمر ... فيه الأوابد والأدم اليعافير
هبطته غادياً والشّمس شارقة ... كأن حوذانه فيه الدّنانير
ولو أخذ مثلها النّادم على بيع كميته، لأسكنت البهجة في خلده وبيته، ولم يأسف أن عوض حماراً من فرس، ولوجد على الشّكوى ذا خرسٍ، ولم يقل:
ندمت على بيع الكميت، وأنمّا ... حياة الفتى هم له وخسار
وامّا أتاني بالدنّانير سائمي، ... أصاخت وهشت للبياع نوار
وقالت: أتم البيع واشتر غيره، ... فحولك في المشتى بنون صغار
فأنفقت فيهم ما أخذت، ولم يزل ... لدي شراب راهن وقتار
إلى أن تداعى الجند بالغزو وانجلت ... غوم شتاء سحبهن غزا
وأعوزني مهر يكون مكانه ... كأن ليس ين العالمين مهار
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء الجزء : 1 صفحة : 197