اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء الجزء : 1 صفحة : 161
أو جان من الحيات المقتولة بأيسر الأمر، والمبغضة إلى المنفرد والعمر أي الجماعة من النّاس.
ابن الرّومي
وأمّا ابن الرّومي فهو أحد من يقال: إنّ أدبه كان أكثر من عقله، وكان يتعاطى علم الفلسفة، واستعار من أبي بكر ابن السراج كتاباً فتقاضاه به أبو بكرٍ، فقال ابن الرّومي: لوّ كان المشتري حدثاً لكان عجولاً.
والبغداديّون يدّعون انّه متشّيع، ويستشهدون على ذلك بقصيدته الجيميَّة، وما أراه إلاّ على مذهب غيره من الشعراء.
ومن أولع بالطيَّرة، لم ير فيها من خيرة، وإنمّا هو شر متعجل، وللأنفس أجل مؤجّل، وكلّ ذلك حذر من الموت الذي هو ربق في أعناق الحيوان، حكم لقاؤه في كلّ أوان.
وفي النّاس من يظنّ أنّ الشيء إذا قيل جاز أن يقع، ولذلك قالت العامّة: الإرجاف أوّل الكون. ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم، تمثل بهذا البيت ولم يتممه:
تفاءل بما تهوى يكن، فلقلمّا ... يقال لشيء: كان إلاّ تحقّقا
ومهما ذهب إليه اللّبيب، فالخير في هذه الدّنيا قليل جدّاً، والشرّ يزيد عليه بأجزاءٍ ليست بالمحصاة، وما أشبه ذوي التقى بالعصاة، كلّهم إلى التّلف يساقون، يلقون ما كره ولا يعاقبون، ولعلّ الله، جلّت قدرته، يميزهم في المنقلب، ويسعف بمراده أخا الطَّلب.
وقال علقمة:
من تعرّض للغربان يزجرها ... على سلامته لا بد مشؤوم
وكان ابن الرّومي معروفاً بالتَّطير، ومن الذي أجري على التّخيّر؟ وقد جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخبار كثيرة تدل على كراهة الاسم الذي ليس بحسنٍ، مثل مرّة وشهاب والحباب لأنّه يتأوله في معنى الحّية.
ونحو
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء الجزء : 1 صفحة : 161