responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 123
وعزيت المعرفة إليَّ؟ ولست آمناً في العاقبة، فضيحةً غير مصاقبة، ومثلي، إن جذلت بذلك، مثل من اتُّهم بمالٍ، فاعتقد أنَّ ما ذاع من الخبر يأتيه بجمال، فسرّه قول الجهلة: إنّه لحلف اليسار. فطلب منه بعض السَّلاطين أن يحمل إليه جملةً وافرةً، فصادف كذوبةً زافرة، وضربة كي يقرَّ، وقتل في العقوبة ولم يعظ البرّ.
وقد شهد الله أنِّي أجذل بمن عابني، لأنّه صدق فيما رابني، وأهتمُّ لثناءٍ مكذوب، يتركني كالطَّريدة العذوب، ولو نطحت بقرني الجرادة، لامتنعت من كلِّ إرادة، فأمّا روق الوعل، فأعوزه عندي نطيحٌ، لأنِّي بروق الظّبي أطيح. فغفر الله لمن ظنَّ حسناً بالمسيء، وجعله حجّة في النَّسيء. ولولا كراهتي حضوراً بين النّاس، وإيثاري أن أموت ميتة علهبٍ في كناس، فاجتمع معي أولئك الخائلون، لصحَّ أنَّهم عن الرُّشِد حائلون، وأتار لهم الحقُّ الطّامس وقبض على القتاد اللاّمس.
وأمّا وروده حلب، حرسها الله، فلو كانت تعقل لفرحت به فرح الشّمطاء المنهبلة، ليست بالآبلة ولا المؤتبلة، شحط سليلها الواحد، وما هو لحقِّها جاحدٌ. وقدم بعد أعوامٍ، فنقعت به فرط أوامٍ، وكانت معه كالخنساء ذات البرغز، رتعت به في الأصيل، وليس هو لحشفٍ بوصيل، فلمّا رأت المكان آمناً، ولم تخش للسِّراح الخمع كامناً، انبسطت في المراد الواسع وخلَّفته، يحاول أنفاً تكل؟ فته، لتجرَّ لذلك الولد ما في الأخلاف، ولا تلافي بعيد التّلاف، فعادت المسكينة فلم تصبه، فقالت للصّمد: لا تنصبه إن كان وقع في مخالب

اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست