responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 122
إنِّي لمكذوب عليه كما كذبت العرب على الغول، وإنَّها عمَّا يؤثر لفي شغول، وكما تقوَّلت الأمثال السائرة على الضَّبِّ وله بالكلدة إرباب الصَّبِّ. وكما تكلَّمت على لسان الضِّبع وهي خرساء، ما أطلق لسانها الوضح ولا المساء.
يظنُّ أنَّني من أهل العلم، وما أنا له بالصاحب ولا الخلم.
وتلك لعمري بليَّةٌ، تفتقد معها الجليِّة. والعلوم تفتقر إلى مراسٍ، ودارسٍ للكتب أخي دراس.
ويقال إننَّي من أهل الدِّين، ولو ظهر ما وراء السَّدين، ما اقتنع لي الواصف بسبٍّ، وودَّ أن يسقيني جوزلاً بشبّ، وكيف يدّعى للعلج الوحشيّ، وإنَّما أبد في الرّوض الحبشي، أن تغريده في السَّحر أشعار موزونةٌ، تأذن لنظيرها المحزونة؟ وهل يصوَّر لعاقلٍ لبيب، أنَّ الغراب النّاعب صدح بتشبيب، وأنَّ العصافير الطّائرة بأجنحةٍ، كعصافير المنذر الكائنة للتَّمنحة؟ وكيف يظنُّ الظانُّ أن للطائر أساجيع حمامة، وإنَّه لأخرس مع الدَّمامة؟ فبعد من زعم أنَّ الحجر متكلِّمٌ، وأنَّه عند الضَّرب متألِّم. ومن ألتمس من اللُّغام كسوةً، فإنَّه لا يجد إسوةً.
ولو أنِّى لا أشعر بما يقال فيَّ، لأرحت من إنكاري وتلافيّ، وكنت كالوثن: سواءٌ عليه إن وقِّر من الوقار، وإن أوقر من الأوقار وكالأرض السَّبخة ما تحفل أن قيل: هي مريعة، أو قيل لها: بئست الزَّريعة؛ وكالفرير المعتبط: ما يأبه لقول الآكل: إنّه لساحٌّ ولا إذا قصب: إنَّه بالدِّكة شاحٌ. والله المستنصر على الإلاقيّ، لم توزن الراكدة بالأواقيّ والإلاقيُّ منسوبٌ إلى الإلاق وهو البرق الكاذب وكيف أغتبط إذا تخرِّص عليَّ،

اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست