responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 233
(فهي إذا سميتْ فقد وصفت ... قد يجمع اللفظُ معنيينِ معا)
وقد بالغ ذو الرمة في قوله:
(فيا لك من خدّ أسيلٍ ومنطقٍ ... رخيم ومن خلقٍ تعللَ جادبُهُ)
إلا أنه ذكر خلقها أجمع، والجادب: العائب، وهو يقول إن الذي يعيبها لا يجد عيباً فهو يتعلل. وهو في خبر حسن:
أخبرنا به أبو أحمد عن العبشمي عن المبرد حدثنا عمر بن شبة حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي حدثني أبو صالح الفزاري قال ذكر ذو الرمة في مجلس فيه عدة من الأعراب فقال عصمة بن مالك شيخ منهم كان قد بلغ مائة وعشرين سنة إياي فاسألوا عنه كان من أظرف بني آدم خفيف العارضين حسن الضحك حلو المنطق وكان إذا أنشد بربر وحبس صوته فإذا راجعك لم تسأم حديثه وكلامه، وكان له أخوة يقولون الشعر: منهم مسعود وحرفاس وهو أوفى وهشام وكانوا يقولون القصيدة فيزيدون فيها الأبيات فيزيد فيها، فجمعني وإياهم مربع فأتاني يوماً وقال لي عصمة إن مَياً منقرية وبنو منقر أخبث حي وأقوفه لأثر وأبصره في نظر فهل عندك من ناقة نزدار عليها مياَ فقلت أي والله إن عندي للجؤذر قال عليّ بها فركبناها جميعاً وخرجنا حتى نشرف على بيوت الحي فإذا هم خلوف وإذا بيت مية خلو فعرف النساء ذا الرمة فقمن إلى بيت مي وجئن حتى أنخنا وسلمنا وقعدنا نتحدث وإذا ميّ جارية أملود واردة الشعر صفراء فيها عسر وإذا عليها سب أصفر وطلق أخضر فتحدثن ملياً ثم قلن له أنشدنا يا ذا الرمة فقال أنشدهن يا عصمة فأنشدهن قوله:
(نظرتُ إلى أظعانِ ميٍ كأنها ... ذُرى النخل أو أثل تميل ذوائبه)
(فأوشكت العينان والصدر كاتم ... بمغرورقٍ نمتْ عليه سواكبه)

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست