اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 224
(ولستُ بناسٍ من يكونَ كلامُه ... بأّذني وإنْ غٌ يبتُ قُرطاً معلّقا)
ومن ظريف التشبب أيضاً قول ابن المعتز:
(كذبتَ يا من لحاني في مودتهِ ... ما صورةَ البدرِ إلا دُونَ صُورتهِ)
(يا ربَ أن لمْ يكنْ في وصله طمعٌ ... ولم يكنْ فرجٌ من طولِ جفوتهِ)
(فاشف السقامَ الذي في لحظُ مقلتهِ ... واستر ملاحةَ خديهِ بلحيتهِ)
ومن الظريف قول كشاجم:
(كأنَ الشفاه اللعسَ منها خواتمٌ ... مِنَ التبرِ مختومٌ بهنَ على الدُرَ)
ولا أعرف في وصف الفم أحسن من هذا. وأحسن ما قيل في حث الشوق من قديم الشعر قول عمرو بن شأس الأسدي:
(إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... كفى لمطايانا بذكرك حاديا)
(أليس يزينُ العيسَ خفةُ أذْرع ... وإن كنَ حسرى ان تكون اماميا)
وأتم من ذلك شرحاً قول الآخر:
(إذاعقلت خبتْ وإنْ هي خُلَيتْ ... لترتعَ لم ترتعْ بأدنى المراتعِ)
(كأنَ لديها سائقاً يستحثها ... كفى سائقاً بالشوقِ بينَ الأضالعِ)
ومن جيد ما قيل في ازدياد الشوق على القرب قول الآخر:
(صبٌ يحثُ مطاياهُ بذكركُم ... وليس ينساكم إن حلَ أوسارا)
(يَرجو النجاةَ من البلوى بقربكم ... والقلبُ يلهبُ في أحشائه نارا)
ومن ظرف الأعرابي قوله أنشده المبرد:
(وعود قليل الذنبِ عاودتُ ضربهُ ... إذا عادَ قلبي في معاهِدها ذكرُ)
(وقلتُ لهُ ولقاءُ ويحك سَببتْ ... لك الضربَ فاصبر إنَّ عادتَك الصبرُ)
ونحوه قول الآخر:
(قد قطعَ الاحراجُ أعناقَ الابل ... فهي تسيرُ سيرَ مشتاقٍ عَجِلْ)
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 224