اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 205
(وقينةٍ أبرَد من ثلجة ... تظلُ منها النفسُ في ضجّةْ)
(كأنها من نتنها ثومةٌ ... لكنها في اللونِ أترجَّه)
(تفاوتتْ خلقُتها فاغتدتْ ... لكلّ مَن عطّلَ محتجه)
(كأنها والوشمُ في جلدِها ... زرنيخةٌ شيبتْ بليلنجه)
(خراجةٌ للفسق دخالةُ ... تعجبها الدخلةُ والخرجه)
(كأنما فقحتها فحمةٌ ... فتّ عليها عابث ثلجة)
وهي أبيات سخيفة تركت أكثرها لسخفه. ونقل قوله
(فهي لمن عطل محتجه)
إلى موضع آخر فقال في إسماعيل بن بلبل:
(لا سيقتُ نعمى تسربلتها ... كم حجةٍ فيها لزنديقِ)
وقد أبدع أبو نواس في قوله يهجو جعفر بن يحيى:
(قولوا امتدحتَ فماذا اعتضت قلتُ لهم ... خرقَ النعالِ وإخلاق السراويلِ)
(ذاك الأميرُ الذي طالتْ علاوتهُ ... كأنهُ ناظرٌ في السيفِ بالطولِ)
وكان جعفر طويل الوجه والقفا. وقال فيه أيضاً
(قفا ملك يقضي الهموم على بثق)
وقلت:
(سوداء يَذرفُ دمعها ... مثلَ الأتونِ إذا وكفْ)
(وكأنها منْ قبحها ... سلحُ العليلِ على الخزفْ)
وقال أبو تمام:
(فأشهدُ ما جسرتَ عليّ إلا ... وزيدُ الخيلِ دونك في الشجاعهْ)
(ووجهك إذ رضيت به نديما ... فأنتَ نسيجُ وحدك في القناعه)
(ولو بدلتهُ وجهاً إذا لم ... أصلَ به نهاراً في جماعه)
ومن أعجب ما قيل في كبر الأنف قول كشاجم:
(لقد مرَ عبدُ اللهِ في السوق راكباً ... لهُ حاجبٌ من أنفه وهو مطرقُ)
(رعيت له من جانب السوق مخطة ... توَّهمت أنَ السوق منها سيغرقُ)
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 205