responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 197
(كأنه حين غدا راكباً ... في خلعة يعجزُ عنْ لبسها)
(جاريةُ السوء إذا جربت ... ثيابَ مولاها على نفسِها)
وأكسل ما سمعناه ما أنشدناه أبو أحمد عن ابن عماد عن سليمان عن يحيى بن سعيد الأموي لبعضهم:
(سألت الله أن يأتي بسلمى ... وكان الله يفعل ما يشاءُ)
(فيأخذها ويطرَحُها بجنبي ... ويرقدها وقد كشف الغطاء)
(ويأخذني ويطرَحُني عليها ... ويرقدها وقد قضَى القضاءُ)
(ويرسل ديمةً سحا علينا ... فيغسلنا ولا يلقى عَناءُ)
أخبرنا أبو أحمد عن أبي عمر عن ثعلب قال قلت لابن الأعرابي من أحمق الأعراب؟ قال أعرابي سبق الناس إلى الموسم وجعل يدعو الله لحاله وشأنه ويقول: اللهم اقض حاجاتي قبل أن يدهمك الوفد. قال ثعلب أفلا أدلك على أحمق منه الذي يقول:
(خلقَ السماءَ وأرضهُ في ستة ... وأبوك يمدد حوضه في عام)
وسألني بعض الأدباء من أهل البصرة فقال أي الشعراء أشد حمقاً؟ قلت الذي يقول:
(أتيهُ على إنسِ البلادِ وجنّها ... ولو لم أجدْ خلقاً لتهتُ على نفسي)
(أتيه فلا أدري من التيهِ من أنا ... سوى ما يقول الناسُ فيَّ وفي جنسي)
(فإن صدقوا أني من الإنس مثلهم ... فما فيَّ عيبٌ غيرَ أني من الإنسِ)
فقال ما عدوت ما في نفسي. وقال بعضهم لابنه إياك والكبر وكيف الكبر مع النطفة التي منها خلقت والرحم التي فيها حملت والغذاء الذي به غذيت. ومن بليغ ما جاء في ذم الكبر قول بعضهم: التواضع مع السخافة والبخل أحمد من السخاء والأدب مع الكبر والعجب. وقلت في مثل هذا:
(وعندَهُمْ مُذنِبٌ مُنيبٌ ... أحمدُ من محسنٍ مدلّ)
وأبلغ ما قيل في صلابة الوجه قول الأعرابي: لو دق بوجهه الحجارة لرضها

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست