اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 194
(فصامَ وصوم الليلِ ليس بجائزٍ ... وإن جازَ في فقهِ اللئام إلا شائم)
(أجازَ صيامَ الليلِ حين استفزهُ ... تعاورُ ضيفٍ في دُجى الليلِ عائمِ)
(فبتنا أديمَ الليلِ نطوي على الطوى ... كأنا على غبراءَ من ظهر واشم)
(وأطمعنا لما مرقنا من الدُّجى ... دحاريجَ لا تنساقُ في حلقِ طاعم)
(مُدورةً سودَ المتون كأنها ... خصى الزَّنج لاحت تحت فِيَش قوائمِ)
(فأبشارها تحكي بطونَ عقاربٍ ... وأرؤسها تحكي أنوفَ محاجم)
ومن أعجب الهجاء هجو الرجل نفسه وهو ما رويناه للحطيئة ثم قال ديك الجن:
(أيها السائلُ عني ... لستَ بي أخبرَ منّي)
(أنا إنسانٌ براني الله ... في صورةِ جني)
(بل أنا الأسمج في العين فدع عنك التظى)
(أنا لا أسلم من نفسي فمن يسلمَ مِنّي)
وهجا أبو نواس نفسه من حيث لا يعلم فقال في رجل وعده أبو نواس وعداً ثم مطله:
(وأحوس ولاجٌ علىَ روائحٌ ... رجاءَ نوال لو أعين بجودِ)
(زويتُ له وجهاً قطوباً عن الندى ... وأيأستهُ من وعدهِ بوعيد)
(فان كنتَ لاعن سوء فعلك ... مقلعاً ... فدونك فاستظهر بنعلِ حديدِ)
(فعندي مطلٌ لا يطير غرابُه ... مطير ولا يدعى له بوليد)
ومن خبيث الهجاء قول ابن الرومي:
(مني الهجاء ومنك الصبر فاصطبرِ ... لشرَ منتظر يا شرَ منتظر)
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 194