اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 192
يقوله في أبي سفيان بن الحارث، وفيه يقول أيضاً:
(أبوك أبٌ حرٌ وأمُّك حُرةٌ ... وقد يلدُ الحرانِ غيرَ نجيبِ)
(فلا يعجبنَ الناسُ منك ومنهما ... فما خَبثٌ من فضةٍ بعجيب)
وأخبرنا أبو علي بن أبي حفص
أخبرنا جعفر بن محمد قال أهجى ما قالت العرب قول الشاعر:
(فصبراً على ذلّ ربيع بن مالك ... وكلُ ذليل خَير عادته الصبرُ)
(تحالفكم فقرٌ قديمٌ وذلة ... وبئسَ الحليفان المذلةُ والفقرُ)
ومن غير هذا الفن ما
أخبرنا به أبو أحمد عن أبيه عن عسل قال قال أبو سرج سمعني أبو دلف أنشد:
(لا يمنعنك خفضُ العيشِ في دعًةٍ ... نزوعُ نفسٍ إلى أهلٍ وأوطانِ)
(تلقى بكلِّ بلادٍ إنْ حللتَ بها ... أهلاً بأهلٍ وجيراناً بجيرانِ)
فقال هذا الأم بيت قالته العرب. والنزوع ههنا ردئ والجيد النزاع، وإنما جعل هذا البيت أبو دلف ألأم بيت قالته العرب لأنه يدل على قلة رعاية وشدة قساوة، وحنين الرجل إلى وطنه من المناقب التي يعتد بها ويمدح لأجلها لما فيه من الدلائل على كرم الطينة ووفور العقل، وقد قالت الحكماء: حنين الرجل إلى وطنه من علامات الرشدة. وقال بزرجمهر: من علامات العاقل بره بإخوانه وحنينه إلى أوطانه ومداراته لأهل زمانه، وقال أعرابي: لا تشك بلداً فيه قبائلك ولا تجف أرضاً فيها قوابلك وقالت العرب: أكرم الخيل أشدها جزعاً من السوط وأكيس الصبيان أشدهم بغضاً للمكتب وأكرم الصفايا أشدها حنيناً إلى أوطانها وأكرم المهارة أشدها ملازمة لأمهاتها وأكرم الناس آلفهم للناس. وقلت:
(إذا أنا لا أشتاقُ أرضَ عشيرتي ... فليسَ مكاني في النهى بمكينِ)
(من العقل أن أشتاقَ أولَ منزل ... غنيتُ بخفضٍ في ذراه ولين)
(وروض رعاهُ بالأصائلٍ ناظري ... وغصن ثناهُ بالغداةِ يميني)
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 192