responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 169
السلوان وباعث الهجران. وقال بعضهم: العتاب يبعث التجني والتجني ابن المحاجة والمحاجة أخت العداوة والعداوة أم القطيعة. وقال بعضهم: سبيل من يأخذ على أيدي الأحداث أن لا يكدرهم بالتوبيخ لئلا يضطروا إلى القحة. وقال غيره العتاب داعية الإجتناب فإذا انبسطت المعاتبة انقبضت المصاحبة. وقال آخر: حرك إخوانك ببعض العتاب لئلا يستعذبوا أخلاقك وأغض عن بعض ما تنكر منهم لئلا يوحشهم إلحاحك. وهذا أقصد ما قيل في هذا المعنى. وكتبت في فصل لي: العتاب مقدمة القطيعة وطليعة الفرقة فتجنبه قبل أن يجنبك حظك من السرور برؤية أحبابك وانتقل عنه قبل أن ينتقل بك عن مقر غبطتك بمشاهدة أودائك وإن لم تجد منه أبداً فاقتصد فيه ولا تكثر منه فإن الكثير من المحبوب مملول فكيف من المكروه والإقتصاد في المحمود ممدوح فكيف من المذموم. وقال ابن الرومي:
(أرَفِّه ما أرفهُ في التقاضي ... وليسَ لديكَ غيرُ المطلِ نقدُ)
(خلا وعدٍ مددت إليهِ كفي ... فأعرضَ دونهُ مطلٌ يمدُ)
(إذا إنجازُ وعدِك كانَ وعداً ... فيكفيني من الوعدينِ وعدُ)
وقال:
(سألتُ قفيزين من حنطةٍ ... فجدتَ بكرٍ من المنعِ وافِ)
(وأتبعتَ منعَكَ لي بالحجابِ ... مهلاً هديتَ ففي المنعِ كافِ)
(كأني سألتُكَ حبَ القلوبِ ... ذاك الذي من وراءِ الشغافِ)
وقد أجاد الآخر حيث يقول:
(وكنْ عندَ ما نرجوهُ منك فإننا ... جميعاً لما أوليتَ من حسنٍ أهلُ)
(ولا تعتذرْ بالشغلِ عنا فإنما ... تناطُ بك الآمالُ ما أتصلَ الشغل)

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست