responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 165
وعجبت كيف حططت الدعاء من رتبته المعروفة وخفضت الخطاب عن درجته المألوفة وأنت على منزلتك لم تزدد نقيرا وأنا في درجتي لم أنقص قطميرا فكيف لو زدت زادك الله بصراً بمالك وعليك وأراك من عيبك مالا يتصور لديك وكفاك من شر نفسك ما هاصر عليك من كيد عدوك وشماتة حسودك ولا أختار لك أن تتكبر كلما تكبر وتتجبر كلما تجبر فقد سمعت ما قال يحيى بن خالد: من بلغ رتبة فتاه أخبر أن محله دونها ومن بلغها فتواضع أعلم أن حقه فوقها فكيف والأحوال على ما كانت عليه لم يصر الهلال بدراً ولا الشبل ليثاً ولا الغصن ساقاً ولا القطوف معتاقاً. والعرب تسمى الكبر تيهاً وهو الحيرة لأن صاحبه لا يهتدي لرشاد ولا يصل إلى سداد ولو لم يكن إلا التطير من اسمه دون التحلي بقبح سمته ورسمه لكان العاقل حقيقاً بتركه وخليقاً برفضه، وقد قيل ليس لمعجب رأي ولا لمتكبر صديق فإياك أن تحرم نفسك بكبرك الذي يضرك ولا ينفعك ويحطك ولا يرفعك استفادة الإخوان الذين هم أبلغ في الخير والشر من البيض الحداد وأحضر عناء في الأمن والخوف من الطرائف والتلاد فإن ذلك غبن كبير وحرمان جسيم، وقد قال الأول:
(ما بالُ من أولهُ نطفةُ ... وآخره جيفةُ يفخرُ)
ولبعض بني هاشم وهو الرضى رحمه الله تعالى:
(ولربَ مولى لا يغضُ جماحهُ ... طولُ العتابِ ولا عناءُ العذَّلِ)
(يطغى عليك وأنتَ تلأمُ شعبهُ ... والسيف يأخذ من بنانِ الصقيل)
(ضاقَ الزَّمانُ فضاقَ فيه تقلبي ... والماءُ يجمعُ نفسَه في الجدولِ)
وقال بعضهم في يزيد بن المهلب:
(فمن يلازم النازلون محله؟ ... فمنزلكم للحمدِ والشكرِ منزلُ)
(رأى الناسُ فوقَ المجد مقدارَ مجدكم ... فقد يسألوكم فوقَ ما كان يسألُ)
(وقصّر عن مسعاكُم كلُ آخرِ ... وما فاتكم ممن تقدمَ أوَّلُ)

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست