responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 144
كذلك فهو بليغ جداً. وأنشدناه أبو أحمد عن بعض رجاله لشاعر في بعض العلماء هو الأمام ملك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله تعالى:
(يأبى الجوابَ فما يراجعُ هيبةً ... والسائلونَ نواكسُ الأذقانِ)
(هدى التقيّ وعزُ سلطانِ النهى ... وهو المهيبُ وليس ذا سلطانِ)
ومن أحسن تشبيه جاء في الهيبة قولهم (كأن على رؤوسهم الطير) وذلك أن الهائب تسكن جوارحه فكأن على رأسه طائراً يخاف طيرانه إن تحرك وقال أبو نواس:
(أضمرُ في القلبِ عِتاباً لهُ ... فإن بدا أنسيتُ من هيبته)
ومثل هذا في النسيب كثير وشبيهه قول الأول:
(أهابكَ إجلالاً وما بك قدرةٌ ... عليَّ ولكنْ ملءُ عُين حبيبها)
(وما هجرتك النفسُ أنك عندها ... قليلٌ ولا أن قل منك نصيبها)
لا ترى أجود من قوله (ملءُ عين حبيبها) ولا أحسن ولا أبلغ ولعلك لا تجد لفظة تقوم مقامها، ويقولون حسن يملأ العين. وهيبة تملأ الصدر. وقال
(وتملأ عين الناظر المتوسم)
وقال ابن الرومي:
(في قية من ولدَ المنصورِ ... أملأ للعين من البدورِ)
وقال آخر:
(إذا ذكَرت أمثالها تملأ الفما)
وقد أجاد أبو تمام في صفة الهيبة والمخافة فقال:
(ثبتُ المقامِ يرى القبيلة واحداً ... ويُرى فتحسبهُ القبيلُ قبيلا)
وقال:
(قد أترعْت منه الجوانحُ هُيبة ... بطلْت لديها سورةُ الأبطالِ)
(لو لم يزاحفْهم لزاحفَهم لهُ ... ما في قلوبهم من الأوجال)
ومثله قول ابن المعتز:
(أنا جيشٌ إذا غدوتُ وحيداً ... ووحيدٌ في الجحفل الجراء)

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست