responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 120
(إذا مطمعُ يوماً غزاني غزوتهُ ... كتائب ناس كرّها واطرِّادُها)
(أمصّ ثِمادي والمياه كثيرة ... أعالج منها حضرَها واكتدادَها)
(وأرضى بها من بحر آخر أنه ... هو الرأي أن ترضى النفوس ثمادِها)
وأبرع بيت قيل من قديم الشعر قول أبي ذؤيب:
(والنفسُ راغبةٌ إذا رغبّتها ... وإذا تردُ إلى قليلٍ تقنعُ)
وقد أحسن أبو العتاهية في قوله:
(أنتَ محتاجٌ فقيرٌ أبدا ... دون ما ترضى بأدْنَى ما لديك)
وذم بعضهم القناعة فقال هي خلق البهيمة، معناه أنها إذا وجدت أكلت وإن لم تجد باتت على الخسف ليس لها محالة دون الانطواء على الجوع ولا نكير دون الإقرار بالهزل كما قيل:
(ولا يقيم على ضيمٍ يُرادُ به ... إلا الأذلاَّن غير الحي والوتدُ)
(هذا على الخسفِ مربوطُ برمتهِ ... وذا يشجُ فلا يَرثي له أحدُ)
وإلى هذا المذهب ذهب على بن محمد في وقوله:
(إذا اللئيمُ مطَ حاجبيّهِ ... وذادَ عن حريم درهميهِ)
(فاترك عنانَ البخل في يديهِ ... وقم إلى السيفِ وشفرتيهِ)
(واستنزل الرزقَ بمضربيهِ ... إن قعدَ الدهرُ فقم إليهِ)
وقلت:
(سأستعطفُ الأيامَ حتى تردَّني ... إلى جانب منها يلينُ ويسهلُ)
(وأقنعُ لا أن القناعة لي هوى ... ولكنَ صونَ العرض بالحر أجمل)
وقال ديك الجن:
(لا تقم للزمانِ في منزلِ الضيم ... ولا ترتبطكَ رقةُ حالِ)
(وإذا خفتَ إن يراهقك العدم ... فعذ بالمثقفات العوالي)
(وأهن نفسك الكريمةَ للموت ... وقحم بها على الأهوال)

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست