responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام    الجزء : 1  صفحة : 104
كصحفي في هذا الفندق حيث تولد قصة صحفية ضخمة، وبالفعل كانت القصة من الضخامة بحيث شغلت قراء الأهرام عدة أشهر"[1].
غير أن عنصر المصادفة وحده لا يجدي ما لم يقترن بذكاء الصحفي وحصافته، وتخطيطه وتدبيره. ويروي لنا الأستاذ جلال الدين الحمامصي عدة قصص لنماذج ممتازة للحصول على الأخبار. منها مثلا أن صحفيا أمريكيا استطاع أن يحصل على أخبار خطيرة عن توقف بريطانيا عن دفع ديونها لأمريكا في أعقاب الحرب العالمية الأولى. لقد بدأ الصحفي يدرس عادات وتصرفات رئيس الوزراء البريطاني مستر رامزي مكدونالد، فعلم أنه اعتاد على الخروج من منزله في 10 داوننج ستريت في الساعة السادسة والنصف من صباح كل يوم، وقبل تناول طعام الإفطار، في جولة على الأقدام، يقف خلالها ليطعم البط في بحيرة من البحيرات الصناعية في حديقة من حدائق لندن "هايد بارك"، ولهذا قرر ببيرهس -وهذا هو اسم الصحفي الأمريكي- أن يقلد رئيس الوزراء البريطاني: يقوم كل يوم صباحا ويطعم الطيور، وهذا أمر لم يكن يفعله في حياته على الإطلاق.
وهكذا توطدت الصداقة بينهما حتى جاءت اللحظة المناسبة التي عرف فيها الصحفي حقيقة النبأ وأبرق به إلى وكالته.
وقد استطاع مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط سنة 1956 أن يسبق جميع وكالات العالم بحيلة طريفة، فقد كان يسجل خطبة الرئيس جمال عبد الناصر في غرفة من غرف البرلمان حيث كان يخطب رئيس الجمهورية، وينقل بالتليفون فقرات الخطبة أولا بأول، فتسجلها الوكالة وتذيعها هي الأخرى أولا بأول. وعندما انتهى المؤتمر الصحفي، وغادر الرئيس مكان الاجتماع، الذي كان قد أحكم غلق أبوابه، انطلق الصحفيون إلى مكاتبهم، كل يحاول أن يبعث بنتائج المؤتمر قبل غيره، دون أن يعرفوا أن وكالة أنباء الشرق والأوسط قد انتهت من مهمتها بالكامل.

[1] جلال الدين الحمامصي، صحافتنا بين الأمس واليوم، صفحة 155.
اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست