responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام    الجزء : 1  صفحة : 103
أنشأت إدارات متخصصة للعلاقات العامة؛ لنشر الأخبار على الصحفيين، فإن المخبرين الناجحين لا يعولون على هذا المصدر العام وحده، ويحاولون دائما الحصول على الأخبار من مصادرها الأولى.
ولكن ليس معنى هذا أن يلجأ الصحفي إلى طرق غير مشروعة لاستقاء الأخبار. فالسرقة والتساهل في العرض والشرف وخراب الذمم والتضليل والغش والخداع والرشوة ليست من فنون الصحافة في شيء. وإذا كان التاريخ قد حفظ لنا نموذجا لخداع المستعمر، عندما نجح الشيخ علي يوسف في الحصول على أخبار الحملة المصرية على دنقلة، عن طريق الاتصال بتوفيق أفندي كيرلس الموظف بمكتب بريد الأزبكية -وهو المكتب الذي كان يتلقى البرقيات الخاصة بالحملة، فإن هذا المسلك كان طبيعيا، ما دام الإنجليز قد حرموا صحيفة المؤيد من الأخبار، بينما أغدقوا بها على صحيفة المقطم التي كانت تتحدث بلسانهم. لقد كان الأمر مكيدة مدبرة، والحرب خدعة، وهذا ما فعله الشيخ علي يوسف فاستحق إعجاب الشعب المصري الذي هتف بحياته وحمله على الأعناق.
وقد تلعب المصادفة دورا هاما في الحصول على الأخبار. وقد اطلع الشعب المصري يوما في جريدة الأهرام على خبر زواج توفيق نسيم باشا رئيس مجلس الوزراء، وهو في السبعين من عمره، من فتاة نمساوية في السابعة عشر من عمرها، وكانت جريدة الأهرام أولى الجرائد المصرية التي سبقت إلى نشر هذا الخبر الذي شغر بال الرأي العام في مصر مدة غير قصيرة. "وفي ذلك الوقت الذي اشتعل فيه الغرام بين السياسي العجوز والشابة النمساوية مر المرحوم الأستاذ جبرائيل تقلا بقرية من القرى، وأراد أن يبقى فيها ليلة واحدة، وبينما هو يسجل اسمه في دفتر الفندق لاحظ صاحبه أنه كتب أمام جنسيته أنه مصري، فأخبره بأن بين نزلاء الفندق مصريا آخر كبيرا اسمه توفيق نسيم، وإن هذا السياسي الكبير سيتزوج من ابنته، وأحس الأستاذ جبرائيل تقلا بأنه وقع على نبأ هام. نبأ لا بد أن يحدث دويا في مصر، وأمسك الأستاذ تقلا بالورقة التي سجل عليها اسمه فشطب ليلة واحدة، وكتب عدة ليالي. فقد شعر بأن مكانه

اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست