responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 96
{فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} [1]، وتأمل التعبير عن الخروج في طلب العلم بقوله: {نفر} ، وإنما يقال: نفر القوم إذا خرجوا في طلب العدو، وبعد هذا عاد إلى الخروج في الحرب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [2].
وهذا قاطع في أن حملة العلوم التي هي أصل حضارة الإسلام لا بد أن يكون حملهم لها حمل بصيرة، وفهم واقتناع حتى يكونوا قادرين على نقلها لأجيال الأمة لا على أنها معترفة فحسب، وإنما معرفة لها بصيرة ولها نور، وأنها دعائم الحضارة الإسلامية التي هي جوهر الكيان السياسي للأمة.
وهذا يوجب الصبر على تجليتها، وإبراز تجلياتها حتى تكون موردًا عذبا يجري في القلوب، والعقول معا فيوجه السلوك، والثقافة والفكر، ويغلب كل ذلك في ديار الإسلام.
وواضح أن الحرب الدائرة الآن في بلادنا يتوجه كثير منها إلى هذه الثقافة، وهذه العلوم التي هي أصول الحضارة الإسلامية، تلك الحضارة التي تصر الحضارة المسيحية اليهودية، أو الإنجلوتوراتية على سحقها ومحقها، وينهض بذلك رجال هم منا لهذه الحضارة المسيحية اليهودية، وتقف معهم الأنظمة التي لا تستيطع إلا أن تكون ذات ولاء لهذه الحضارة المسيحية اليهودية، وتواجه هذه الأنظمة العميلة بوسائل إعلامها، ورجال الفكر التابعين لها تواجه بكل ذلك حضارة الإسلام تحت اسم مواجهة التطرف، والأصولية وغير ذلك من ألفاظ وضعها سادتهم في أفواهم وتحت أقلامهم، وكل هذا يوجب على علمائنا أن يتخذوا موقفا جديدا من حرب الإبادة هذه، وأن ينفضوا الغفلة، وأن يستنفروا أنفسهم وجموعهم، وألا يتخلفوا عن رسول الله، ولا يرغبون بأنفسهم عن نفسه، والله غالب على أمره، ولا تحسبن أني خرجت عن الموضوع؛ لأن

[1] التوبة: 122.
[2] التوبة: 123.
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست