responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 79
بالجملة الخبرية أعني الذي يصطنع اللغة في أفقها الأوسع، ومجالاتها الرفيعة، فإن قصده بخبره يتعدد المثيرات التي تدفعه إلى القول وتحثه عليه، والمثيرات التي تحث على القول، أعني خواطر النفس وهواجسها، ولا يتصدى عاقل إلى حصرها، وإن كان يصح أن نقول في سياق العموم، والإطلاق أن غرض الشاعر بشعره في أغلب أحواله قد يكون الرغبة في إثارة انفعال مشابه لدى القارئ فتتحقق المشاركة النفسية والوجدانية، فيعيش القارئ طربه إن كان طروبا، أو أساه إن كان حزينا، وفي هذه المشاركة متعة الشاعر وهدفه، وقد يكون غرض الشاعر هو الشعر نفسه أي هو هذه الدندنة الشعرية التي يتسلى بها حين يفرغ على قيثارته ألحان نفسه، الذي يعينه هو أن يقول: وليس يعنيه أن يسمع، ونحن في دراستنا لشعره نقول: إنه يقصد كذا وأنه أراد أن يصف لنا كذا، مثل أن نقول في قول متمم بن نويرة: "من الطويل"
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل: لن يتصدعا
الشاعر هنا يتلهف على ما فات، وتوجعه ذكرياته التي لا سبيل إلى رجوعها، ومثل أن نقول في قول عمرو بن كثلوم: "من الوافر".
إذا بلغ الفطام لنا رضيع ... تخر له الجبابر ساجدينا
الشاعر هنا مدل بعظمته وقوته، ويكاد يتفجر نفاجة واقتدارًا، ومثل قولنا في قول ابن خفاجة:
يطول على الليل يا أم مالك ... وكل ليالي الصب فضل تمام
أن الشاعر هنا يتدله، ويقصد إلى إظهار الوجد والصبابة.
فنحن في دراسة الشعر، والنثر لانشغل بهذا الذي قالوه في قصد المخبر بخبره أي إفادة الفائدة أو لازمها.
وقد نبه البلاغيون إلى هذا، أي إلى أن الخبر غالبا ما يقصد به أغراض تتجاوز حدود الفائدة، ولازمها، يقول سعد الدين: "كثيرا ما تورد الجملة

اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست