اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى الجزء : 1 صفحة : 78
وهذه الكلمات: كل-يطول-الصب-على-تمام-الليل-أم مالك-ليالي-يا- تنظر إليها، فلا تقع منها على شيء، فإذا مارتبها ابن خفاجة، وجعل كل واحدة منها، تتصل بالأخرى نوعا من الاتصال رأيت فيها معنى شعريا ممتازا عامرا بالشوق، والحنين والشجى، قال: "من الطويل":
يطول علي الليل يا أم مالك ... وكل ليالي الصب فضل تمام
والبلاغيون يسمون المثبت حديثا أو مسندا، والمثبت له محدثا عنه أو مسندا إليه، يقول عبد القاهر: "ومختصر كل أمر أنه لا يكون كلام من جزء واحد، وأنه لا بد من مسند إليه ومسند".
والبلاغيون يدرسون في أحوال الإسناد الخبري ثلاث مسائل، الأولى: أغراض الخبر، الثانية: أحوال الخبر من حيث التوكيد، وعدمه أو أضربه، الثالثة، حال الإسناد من حيث هو حقيقة أو مجاز.
- أغراض الخبر:
قالوا: إن قصد المخبر بخبره إما أن يخبرك مضمون الخبر، وفائدته مثل أن يقول لك: جاء فلان وأنت لا تعرف هذا، ويسمى هذا فائدة الخبر.
وإما أن يخبرك لازم الفائدة، مثل أن يقول لك: اسمك محمد فأنت تعرف اسمك، ولكنه أراد أن يخبرك أنه يعرف اسمك، فهو لا يفيدك فائدة الخبر، وإنما يفيدك لازم الفائدة أي أنه يعرف الخبر.
ثم إنهم حين قالوا: إن قصد المخبر بخبره إفادة المخاطب إما نفس الحكم، أو لازمه، بينوا مرادهم بالمخبر وهو كما يقول سعد الدين: "من يكون بصدد الإخبار والإعلام لا من يتلفظ بالجملة الخبرية"، فهذا المخبر للذي هو بصدد الإعلام هدفه من التعبير بين واضح، وإحاطة العبارة بهذا الهدف أمر ميسور ما دام ذلك جاريا في أساليب التخاطب، أما المخبر الذي ينطق
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى الجزء : 1 صفحة : 78