responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 328
وإذا توعرت المسالك لم يكن ... منها السبيل إلى نداك بأوعر
وإذا صنعت صنيعة أتممتها ... بيدين ليس نداهما بمكدر
جاء بإذا في الأبيات الثلاثة ليشير إلى أن اشتراءه المكارم، وإقباله عليها حين ينصرف الناس عنها لصعوبة محملها أمر كثير، وكأنه من عاداته، وكذلك اتجاه ذوي الحاجات إليه عند توعر المسالك، وشدة الحاجة وهكذا.
وانظر إلى قوله المتنبي: "من الطويل"
أجزني إذا أنشدت سعرا فإنما ... بشعري أتاك المادحون مردَّدا
ودع كل صوت دون صوتي فإنني ... إنا الصائح المحكي والآخر الصدى
وقوله: "من الطويل"
إذا سأل الإنسان أيامه الغنى ... وكنت على بعد جعلتك موئلا
تجد أن: "إذا" تشير إلى كثرة شعره في الممدوح، وأنه الصوت الحقيقي المادح، وذلك يعني ذيوع معانيها وقوتها، وأنها غلبت الشعراء، فصاروا لا ينفكون عن دائرتها، فكان شعرهم ترديدا لشعره، وكذلك قوله: "إذا سأل الإنسان أيامه الغنى"، أنه يجعله مؤئله كثيرا؛ لأن الناس لا يفتئون يسألون الغنى.
ومنه قوله المشهور: "من الطويل":
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وقد أصاب حين ذكر إذا في سياق إكرام الكريم؛ لأن هذا مما ينبغي أن يوجد
دائما، وذكر إن في سياق إكرام اللئيم للإشارة إلى أن مثله من القليل النادر، وذلك لصعوبة تجشم النفس إكرام اللئيم.
ومنه قوله في بني كلاب، وقد بلغ فيه الغاية في دقة استخدام هاتين الآداتين: "من الوافر":

اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست