اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 88
وما أحلى قول أبي العلاء المعري:
لغيري زكاة من جمال فإن تكن ... زكاة جمال فاذكري ابن سبيل
ومثله قول ابن الفارض رحمه الله تعالى:
هلا نهاك نهاك عن لوم امرئ ... لم يلف غير منعم بشقاء1
ومثله قول الشيخ عبد العزيز شيخ شيوخ حماة:
لعيني كل يوم فيه عبرة ... تصيرني لأهل العشق عبره2
وغاص، هو القاضي الفاضل، في هذا البحر وأظهرا من هذا الروي جواهر العقود، فمن قصيد شيخ الشيوخ بحماة:
إذا غفل الوشاة بعثت دمعي ... فيغدو مرسلًا من غير فتره3
علامة شقوتي في الحب أني ... ثقلت عليك لا من طول عشره
سألزم باب خمار الثنايا ... ليطلق لي ولو في العمر سكره
وظريف هنا قول الشاب الظريف، شمس الدين محمد بن العفيف، من قصيدة:
لا أجازي حبيب قلبي بظلمه ... أنا أحني عليهمن قلب أمه
جوره مثل عدله عند من ... يهواه مثلي وظلمه مثل ظلمه
وما أظرف قول الصاحب بهاء الدين زهير من غرامياته في هذا النوع:
زهاد ورد خديك لكنه ... بغير النواظر لم يقطف
وقد زعموا أنه مضعف ... وما علموا أنه مضعفي
وأورد الشيخ كمال الدين الدميري، في كتابه المسمى بحياة الحيوان عندما انتهى إلى ذكر المها[4] أبياتًا تعجني في هذا الباب أولها تام وآخرها مطرف، وباقي الأبيات تحريفها، تمتزج بالأذواق حلاوته المعتدلة والأبيات لجميل بثينة:
خليليّ إن قالت بثينة ما له ... أتانا بلا وعد فقولا لها لها5
1 نُهاك: عقلك - يلف: يوجد.
2 عبرة: بفتح العين، دمعة وبكسرها: عظة وما يعتبر به.
3 فترة: فتور وانقطاع. [4] المها: الغزال.
5 لها: نسي وسلا.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 88