responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 448
بها مثل ما أمسيت أصبحت مغرمًا ... وما أصبحت فيه من الحسن أمست
فلو بسطت جسمي رأت كل جوهر ... به كل قلب فيه كل محبة
وقد جمعت أحشاي كل صبابة ... بها وجوى ينبيك عن كل صبوة
وكنت أرى أن التعشق منحة ... لقلبي فما إن كان إلا لمحنتي
ألا في سبيل الحب حالي وما عسى ... بكم أنْ ألاقي لو دريتم أحبتي1
أخذتم فؤادي وهو بعضي عندكم ... فما ضركم لو كان بعضي جملتي
هى جسدي مما وهى جلدي لدى ... تحمله يبلى وتبقى بليتي2
ومنذ عفار سمي وهمت وهمت في ... وجودي فلم تظفر بكوني فكرتي3
وبالي أبلى من ثياب تجلدي ... بل الذات في الإعدام نيطت بلذتي4
كأني هلال الشك لولا تأوهي ... خفيت فلم تُهدَ العيون لرؤيتي
وقالوا جرت حمرًا دموعك قلت عن ... أمور جرت في كثرة الشوق قلت
نحرت لضيف السهد في جفني الكرى ... قرى فجرى دمعي دمًا فوق وجنتي5
فطوفان نوح عند نوحي كأدمعي ... وإيقاد نيران الخيليل كلوعتي6
ولولا زفيري أغرقتني أدمعي ... ولولا دموعي أحرقتني زفرتي
وحزني ما يعقوب بث أقله ... وكلُّ بلا أيوب بعض بليتي7
وكل أذى في الحب منك إذا بدا ... جعلت له شكري مكان شكيتي
نعم وتباريح الصبابة إن عدت ... عليَّ من النعماء في الحب عدت
وعنوان ما بي ما أبثك بعضه ... وما تحته إظهاره فوق قدرتي
وأسكت عجزًا عن أمور كثيرة ... بنطقي إن تحصى ولو قلت قلّت

1 درى: عرف.
2 وهى: وهن وضعف.
3 في الحقيقة أنني لم أستطع فهم معنى هذا البيت إلا أن يكون: العفار: الفطام. وسمي بمعنى عرف. فيكون المعنى: ومنذ فطام أو انقطاع عرف، غلطت وحاولت فكرتي أن تعرف وجودي فلم تظفر ولم تستطع ذلك.
4 نيط به الأمر: اقتصر عليه وصار هو مسئولًا عنه.
5 القرا: إطعام الضيف.
6 طوفان النبي نوح عليه السلام والنار التي ألقي فيها إبراهيم الخليل عليه السلام وقصتهما مشهورة في القرآن.
7 حزن يعقوب على ولده النبي يوسف عليه السلام إذ قال فيه تعالى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} يوسف: 12/ 84. بلاء، وأيوب هو النبي أيوب عليه الصلاة والسلام ويضرب المثل بصبره.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست