responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 447
وفيه تلاف الجسم بالسقم صحة ... له وتلاف النفس عين الفتوة
ولما تلاقينا عشاء وضمنا ... سوء سبيلَيْ ذي طوى والثنية1
وضنت وما منت عليَّ بوقفة ... تعادل عندي بالمعرّف وقفتي2
عتبتُ فلم تعتب كأن لم يكن لقا ... وما كان إلا أن أشرت وأومت
وبانت فأما حسن صبري فخانني ... وأما جفوني بالبكاء فوفت
أغار عليها أن أهيم بحبها ... وأعرف مقداري فأنكر غيرتي
وكنت بها صبًّا فلما تركت ما ... أريد أرادتني لها وأحبت
بها قيس لبنى هام بل كل عاشق ... كمجنون ليلى أو كثير عزة3
بدت فرأيت الحزم في نقض توبتي ... وقام بها عند النهى عذر محنتي
فموتي بها وجدًا حياة هنيئة ... وإن لم أمت في الحب عشت بغصتي
تجمعت الأهواء فيها فلا ترى ... بها غير صب لا يرى غير صبوتي
وعندي عيدي كل يوم أرى به ... جمال محياها بعين قريرة
وكل الليالي ليلة القدر إن دنت ... كما كل أيام اللقا يوم جمعة
وأي بلاد الله حلت بها فما ... أراها وفي عينيَّ حلت غير مكة
وما سكنته فهو بيت مقدس ... بقرة عيني فيه أحشاي قرت
ومسجد الأقصى مساحب بردها ... وطيبي ثرى أرض عليها تمشت
مواطن أفراحي ومربى مآربي ... وأطوار أوطاري ومأمن خيفتي4
مغان بها لم يدخل الدهر بيننا ... ولا كادنا صرف الزمان بفرقة5
ولا صحبتنا النائبات بنبوة ... ولا حدثتنا الحادثات بنكبة6
ولا اختص وقت دون وقت بطيبة ... بها كل أوقاتي مواسم لذتي
فإن رضيت عني فعمري كله ... زمان الصبا طيبًا وعصر الشبيبة
وإن قربت داري فعامي كله ... ربيع اعتدال في رياض أريضة7

1 سبيلي: طريقي. وذي طوى والثنية: مكانين.
2 المعرف: هو عرفات، والوقفه على جبل عرفات من شعائر الحج في الإسلام.
3 قيس لبنى: هو قيس بن ذريح الشاعر ولبنى حبيبته. ومجنون ليلى. هو قيس بن الملوح، الشاعر وليلى حبيبته. وكثير عزة هو كثير بن عبد الرحمن الشاعر، وعزّة حبيبته. وقصص هؤلاء في العشق مشهورة.
4 المآرب: الحاجات وكذلك أوطار.
5 مغان: ربوع، ديار غنيت بساكنيها.
6 النبوة: الطيش. نبا: طاش وخاب.
7 رياض أريضة: نضرة غناء.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 447
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست