responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 397
قيل صف هذا الذي همت به ... قلت في وصفي مع حسن المسالك
هو كالغصن وكالظبي وكالشمـ ... ـس وكالبدر وما أشبه ذلك
لطف التشبيه في قوله: وما أشبه ذلك.
ومن التشابيه التي لم أسبق إليها قولي من قصيدة:
حين قابلت خده بدموع ... أثرت خلت ثوب خز مختم
ومثله قولي من قصيدة:
والغصن يحكي النون في ميلانه ... وخياله في الماء كالتنوين
ومثله قولي من المدائح المؤيدية:
يا حامي الحرمين والأقصى ومن ... لولاه لم يسمر بمكة سامر
والله إن الله نحوك ناظر ... هذا وما في العالمين مناظر1
فرج على الملحون نظم عسكرا ... وأطاعه في النظم بحر وافر
فأنبتّ منه زحافه في وقفه ... يا من بأحوال الوقائع شاعر2
وجميع هاتيك البغاة بأسرهم ... دارت عليهم من سطاك دوائر
وعلى ظهور الخيل ماتوا خيفة ... فكأن هاتيك السروج مقابر
تالله لقد وقع هذا التشبيه من مولانا السلطان، خلد الله ملكه بموقع، وأعجبه غاية الإعجاب، واستعاده منه مرارًا[3].
ومن التشابيه العقم قولي في وصف حمائم البطائق[4]، من الرسالة التي عارضت بها الفاضل: كم زاحمت النجوم بالمناكب حتى ظفرت بكف خضيب، وانحدرت كأنها دمعة سقطت على خد الشفيق لأمر مريب، وكم لمع في أصيل الشمس خصاب كفها الوضاح، فصارت بسموها وفرط البهجة كمشكاة فيها مصباح. انتهى ما أوردته، نظمًا ونثرًا، من بليغ التشبيه في باب المحسوس بالمحسوس.

1 مناظر: مشابه.
2 انبتّ: انقطع.
[3] قوله: واستعاده منه مرارًا أي في المنشد وفي ذلك إشارة إلى أن المنشد غير الكاتب، والكاتب في بداية الكلام لنفسه بقوله: ومثله قولي في المدائح المؤيدية، ترى أيكون ابن حجة قد أغار على شعر شاعر مغمور ونسب لنفسه ما ليس لها؟ أم يكون هذا الذي حصل نوعًا من التحريف؟
[4] حمام البطائق: الحمام الزاجل الذي كان يستعمل في نقل الرسائل.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست