اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 395
بمحاسنها الرواة في كل معنى، قول الشيخ جمال الدين بن نباتة، في وصف قوس البندق بعد تغزله في الرامي:
قد حمد القوم به عقبى السفر ... عند اقتران القوس منه بالقمر
لولا حذار القوس من يديه ... لغنت الورق على عطفيه1
في كفه محنية الأوصال ... قاطعة الأعمار كالهلال2
ثم قال منها، وهي الطردية الموسومة بنظم السلوك في مصائد الملوك، ولم يخرج عن تشبيه القوس مع اشتراك التورية:
كأنها حول المياه نون ... أو حاجب بما نشا مقرون
ويعجبني منها قوله، في وصف التم مع خمس التضمين:
تخاله من تحت عنق قد سجا ... طرة صبح تحت أذيال الدجا3
ومنها يشبه الطيور الواقعة على قسي الرماة:
كأنها وهي لدينا وقع ... لدى محاريب القسي ركع4
ومن التشابيه الغريبة التي لم يسبق الشيخ جمال الدين بن نباتة إليها قوله:
أشكو السقام وتشكو مثله امرأتي ... فنحن في الفرش والأعضاء ترتج5
نفسان والعظم في نطع يجمعنا ... كأنما نحن في التمثيل شطرنج6
ومثله في الغرابة، قوله من قصيدته اللامية التي عارض بها كعب بن زهير، في مديح النبي صلى الله عليه وسلم مع التضمين الفائق:
ما يمسك الهدب دمعي حين أذكركم ... إلا كما يمسك الماء الغرابيل
ومن لطائف التشبيهات، قول بدر الدين بن حسن الزغاري، في وصف زهر الزنبق:
وزهرة من زنبق ... أنوارها وهاجه
صفراء في مبيضة ... كالراح في الزجاجة
1 الورق: الحمائم.
2 محنية الأوصال: القوس.
3 سجا: سكن وهدأ. الطرة: الغرة وهي أول الشيء.
4 محاريب: جمع محراب: وهو مكان العبادة.
5 ترتج: تهتز وترتجف.
6 النطع: الجلد.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 395