اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 394
ومن التشابيه البليغة الرافلة في حلل التورية، قوله أيضًا:
أبدى السنان جراحة في خده ... تحت العذار فعال قلب قاسي
وتطلبوا الآسي فما ظفروا به ... معهم وعز وجوده في الناس
شبهت سوسنة أبانت وردة ... تحت البنفسج ما لها من آس
ومثله قوله:
لو كنت حين علوت ظهر مطية ... لم يعتلقها للمطي عيون
وتوسطت بحر السراب حسبتني ... من فوقها ألفًا وتحتي نون
ومثله قوله:
شبهت خدك يا حبيبي عندما ... أبدى الجمال به عذارًا أشقرا
تفاحة حمراء قد كتبوا بها ... خطًّا رقيقًا بالنضار مشعرا1
ويعجبني قوله، مع التشبيه البليغ وحسن التضمين الذي ما تضمن مثله ديوان:
غدير دار نرجسه عليه ... ورق نسيمه وصفا وراقا
تراه إذا حللت به لورد ... كأن عليه من حدق نطاقا2
ويعجبني، من لطائف التشبيه، تخيل محي الدين بن قرناص الحموي بقوله:
لقد عقد الربيع نطاق زهر ... يضم لغصنه خصرًا نحيلًا
ودب مع العشي عذار طل ... على نهر حكى خدًّا أسيلا3
تشبيه النهر هنا بالخد الأسيل ليس له في الحسن مثيل. ومثله قوله:
لما تبدى النهر عند عشية ... والروض يخضع للصبا والشمأل4
عاينته مثل الحسام وظله ... يحكي الصدا والريح مثل الصيقل5
ومن التشابيه البليغة، التي جمعت بحسن التورية بين الصورة والمعنى وشبب
1 النضار: الذهب الخالص. مشعرا: مكتوبًا شعرًا.
2 النطاق: الحزام.
3 الأسيل: الأملس المستطيل، وهو أجمل الخدود.
4 الصبا والشمأل: رياح تهب على الصحراء، الأولى من الجنوب والثانية من الشمال.
5 الحسام: السيف. الصيقل: الذي يصقل السيوف أي يشحذها.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 394