اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 388
ويعجبني، من التشابيه الغريبة، قول ابن نباتة السعدي، في جواد أدهم أغير محجل:
تختال منه على أغر محجل ... ماء الدياجي قطرة من مائه
وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه فخاض في أحشائه
ومن التشابيه اللطيفة البديعية، قول القاضي التنوخي من قصيدة:
وراح من الشمس مخلوقة ... بدت لك في قدح من نضار
كأن المدير لها باليمين ... إذا مال للشرب أو باليسار
تدرع ثوبًا من الياسمين ... له فرد كم من الجلنار1
ومثله في اللطف والغرابة قول القائل:
كم وردة تحكي بسبق الورد ... طليعة تسرعت من جند
قد ضمها في الغصن قرص البرد ... ضم فم لقبلة من بُعد
ودخل مجير الدين بن تميم إلى حديقة هذه الوردة، فزاد بعدها تقريبًا بقوله:
سبقت إليك من الحدائق وردة ... وأتتك قبل أونها تطفيلا2
طمعت بلثمك إذ رأتك فجمعت ... فمها إليك كطالب تقبيلا
وظرف من قال في الوردة:
كأنها وجنة الحبيب وقد ... نقطها عاشق بدينار
ومثله، في الظرف قول أيدمر المحيوي في النرجس:
وكأن نرجسه المضاعف خائض ... في الماء لف ثيابه في رأسه
ويعجبني في تشبيه النرجس، قول شهاب الدين أحمد القماح، راجح رجاح الديار المصرية، في فن الزجل في بعض أزجاله
وفي الأزاهير قم ترى شيء تذهب ... وشي تصببوا قد زها وتفضض
النرجس أحداقوا الشهل نعسانه ... إلا أنها من الندى ليس تغمض
وحين فتح عينو في وجهي ... شبهت اصفر ولما بدا في الأبيض
1 تدرع: لبس المدرعة وهي الثوب الملاصق للبدن، الجلنار: زهر الرمان.
2 التطفيل: ما قبل النضوج. طفل النبات: لم يَطُل.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 388