اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 340
ومثله قوله من قصيدة يمدح به الملك المعظم مطلعها:
تقنعت لكن بالحبيب المعمم ... وفارقت لكن كل عيش مذمم1
وما أحلى ما قال بعده:
وباتت يدي في طاعة الحب والهوى ... وشاحًا لخصر أو وسادًا لمعصم
ما أبدع ما قال منها:
سعدت ببدر خده برج عقرب ... فكذب عندي قول كل منجم2
وأقسم ما وجه الصباح إذا بدا ... بأوضح مني حجة عند لومي
ولا سيما لما مررت بمنزل ... كفضلة صبر في فؤادي متيم
وما بان لي إلا بعود أراكة ... تعلق في أطرافه ضوء مبسم
سبحان المانح! والله لقد أحرز القاضي السعيد قصبات السبق برقة هذه الألفاظ وغرابة هذه المعاني، ولقد خلب القلوب وجلا ظلمة الأفهام، بقوله:
وما بان لي إلا بعود أراكة ... تعلق في أطرافه ضوء مبسم
وأظنه من المخترعات، والله أعلم، وما أحلى ما قال بعده:
وقفت به أعتاض عن لثم مبسم ... شهي لقلبي لثم آثار منسم3
ولم ير طرفي قط شملًا مبددا ... يقابله إلا بدمع منظم
ولم يسل قلبي أو فمي عن غزالة ... وعن غزل إلا بمدح المعظم
ومن المخالص البديعة قول الصاحب بهاء الدين زهير من قصيدة يمدح بها الأمير نصير الدين اللمطي، مطلعها:
لها خفر يوم اللقاء خفيرها ... فما بالها ضنت بما لا يضيرها4
وما ألطف ما قال بعده:
أعدتها أن لا يعاد مريضها ... وسيرتها أن لا يفك أسيرها5
1 المعمم: السيد الذي يقلده القوم أمهرم ويلجأون إليه، مذمم: مذموم لشظفه وقساوته.
2 برج العقرب: من الكواكب.
3 المنسم: خف البعير.
4 الخفر: الحياء، الخفير: الحارس، ضنت: بخلت
5 عاد المريض: زاره.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 340