responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 336
ثم خافت لما رأت أنجم الليـ ... ـل شبيهات أعين الرقباء
فاستنابت طيفًا يلم ومن يمـ ... ـلك عينًا تهم بالإغفاء1
هكذا نيلها إذا نولتنا ... وعناء تسمح البخلاء
يهدم الانتهاء باليأس منها ... ما بناه الرجاء الابتداء
ولم يزل راتعًا في هذه الحدائق الغضة إلى أن قال:
تركتني معنيًا لمغانٍ ... وأعادت أصدقائي
رنقت مشربي وقد كان عين الشمـ ... ـس والماء دونه في الصفاء2
بعد عهدي بعيشتي وهي خضرا ... تتثنى كالبانة الغناء
وأموري كأنها ألفات ... خطهن الولي في الاستواء
ومن جواهر مخالصة المنتظمة في هذا المسلك قوله، من قصيدة رائية يمدح بها سديد الدولة محمد بن عبد الكريم الأنباري، مترسل الخلافة وكاتب إنشائها، مطلعها:
سلا رسومًا أقامت بعدما ساروا ... أعندها من أهيل الحي أخبار3
وروِّحا عاتقي من حملها مننًا ... للسحب فيها وللأجفان أستار4
ولم يزل مبدرًا[5] في هذا الأفق النير إلى أن قال:
أقسمت ما كل هذا الضيم محتمل ... ولا فؤادي على ما شمت صبار
إلا لأنك مني اليوم نازلة ... في القلب حيث سديد الدولة الجار
ومن مخالصه الصافية التي مازجها بسلاف التورية قوله، من قصيدة بائية يمدح بها شهاب الدين أحمد بن أسعد الطغرائي مطلعها:
إذا لم يخن صب ففيم عتاب ... وإن لم يكن ذنب فمم متاب
وما ألطف ما قال بعده:
أجل ما لنا إلا هواهم جناية ... فهل عندهم غير الصدود عقاب

1 ألم الطيف: مر بسرعة.
2 رنقت مشربي: عكّرته وخلطت ماءه بالتراب.
3 الرسوم: الأطلال والبقايا، أُهيل: تصغير أهل للتحبب.
4 روح: أراح.
[5] مبدرًا: أي مشرقًا كالبدر.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست