اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 309
إذا فاخرته الريح ولت عليلة ... بأذيال كثبان الربا تتعثر1
به الفضل يبدو والربيع وكم غدا ... به الروض يحيى وهو لا شك جعفر2
ومثله قول ابن الوردي:
هويت أعرابية ريقها ... عذب ولي فيها عذب مذاب
رأسي بنو شيبان والطرف من ... نبهان والعذال فيها كلاب3
أما التوجيه في قواعد العلوم، كما تقرر فأحسن ما رأيت فيه، قول أمين الدين على السليماني، في بعض قواعد النحو:
أضيف الدجى معنى إلى لون شعره ... فطال ولولا ذاك ما خص بالجر
وحاجبه نون الوقاية ما وقت ... على شرطها فعل الجفون من الكسر4
ومنه قولي:
إغراء لحظك مالي منه تحذير ... ولا لتعريف وجدي فيك تنكير
يا نصب عيني غرامي كيف أجزمه ... والقد مرتفع والشعر مجرور5
ومن أظرف ما وقع في هذا الباب أنه كان بالعراق عاملان: أحدهما اسمه عمر، والآخر اسمه أحمد، فعزل عمر عن عمله واستقر أحمد بسبب مال وزنه، فقال بعض الشعراء في ذلك:
أيا عمر استعد لغير هذا ... فأحمد بالولاية مطمئن
فإنك فيك معرفة وعدل ... وأحمد فيه معرفة ووزن
وقول ابن عنين، فيمن عزل وكانت سيرته غير مشكورة:
فلا تغضبن إذا ما صرفت ... فلا عدل فيك ولا معرفة
1 عليلة: ناعمة أو مريضة.
2 الفضل والربيع ويحيى وجعفر بالإضافة إلى معانيها فهي أسماء أعلام.
3 شيبان ونبهان وكلاب، بالإضافة إلى معانيها اللغوية، هي أسماء قبائل عربية.
4 الجر للطول. ونون الوقاية أي الحاجب يحمي الجفون ويقيها من الكسر، أو التكسر.
5 وهذين البيتين أظرف من سابقيهما لأنه توسع في استعمال القواعد النحوية وفيها طباق. التعريف والتنكير، جناس: والجزم والجر.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 309