responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 180
لا تمكن مخالفته، فحسنت له كتابة شيخنا القاضي بدر الدين بن الدماميني أولًا، فتوجه إليه فالتزم بالأيمان المغلظة، أنه لا يكتب له إلا إذا كتبت له، فلزمتني الكتابة من وجوه، فكتبت له هذا التقريظ الذي صلّت البلغاء خلفه، فإنه للمحاسن جامع، وأوضحت طريقه، فضاع[2] الذي كان من غير تورية ضائع، وهو:
وقفت على قواعد الأدب من هذه السيرة الناهضة، فوجدت مطرب لحنها قد أعرب عن التنكيت لأهل النكت الأدبية، ونويت معها سلوك الأدب لاحتشامها بالصفات المؤيدية، فإنها ما قوبلت بأدب إلا تقوت بسلطانها، ولا جارتها سيرة مطولة إلا كانت قاصرة عن الجري في ميدانها، ولا ذكرت التواريخ المقدمة معها إلا تأخرت وكبت خلفها، ولا ناظرها ذو قصص إلا ثقل عليه أمرها ونظر إلى قصصه فاستخفها، ولا بالغ أهل التقاريض في تقاريضهم إلا وكانت دونها، واستحق له هذا الوصف في ذمة أهل الأدب فاستوفت منه ديونها، فلو نظر الصفدي إلى هذا التاريخ، وراجع النظر لسلخ جلده، أو تصفحه الكتبي لعدد على تاريخه وما عده، أو كاثره ابن كثير لرأي نقضه متزايدًا عنده، أو عاصره ابن خلكان لقال لم أمازج شراب الفقاعي، بخلي فإن عنده حمضة وبرده، أو لمحه الذهبي وموه بتاريخه لقيل له هذا، وما ينطلي معه، وعلم أن خلاصة الذهب تظهر بالسبك، فهضم من جانبه ووضعه، ولو أدركه البديع لرمى بديعه وعلم أنه بدعة، أو لحقه الوهراني، لرآه في المنام إن حصل له بعد مطالعته هجعة، نسب هذا التأليف إلى الدولة المؤيدية فصار له على كل أهل الأرض صوله، فلو ناظره مؤلف بمجلد لقلنا: هذا جراب الدولة تحمس في شعره، وتغالى فألقى لنا في سوق الكلام رخصه، ولو زايده أبو تمام لتحقق عجزه وأرانا بنفسه وقصه، نعم هذه الأشعار التي ما زاحمها شاعر بديوانه إلا تلت عليه بعد الزلزلة الواقعه، وتقوم القيامة وهي إلى الحشر مرمية على القارعة، ولقد أقام أوزانها بالقسط، ولكن رجحها على القيراطي بفضله، ونقص عنها الراجح الحلي، لأن فيها زيادة على مثله، فيا له من شعر قصر عن بحره الطويل كل معارض، وكيف لا وناظمه ذو همة علية وناهض وابن ناهض، وقد وقف ابن حجة وقوف معترف أن عنده في نظمه وقفه، وسيكتب المقر البدري على اعترافه أنه قاضي الأدب وإمامه الذي صلت البلغاء خلفه، وفتحت لعلماء الأدب هذا الباب، وأرجو أن يكون فتحًا مبينًا، فإن رضوني براعة بحسن الختام، وإذا حصل العلل من هذا النهر روينا، نعم وقفت وغير خاف عن علومهم الكريمة أن شرط الواقف مايهمل، وامتثلت

1 ضاع: قاح وانتشر.
[2] نشره: رائحته الطيبة، عطره.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست