اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 151
ومثله قول ابن الرومي:
آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم ... في الحادثات إذا دجون نجوم1
منها معالم للهدى ومصابح ... تجلو الدجى والأخريات رجوم2
ومثله قول حميدة الأندلسية وهو:
ولما أبى الواشون إلا فراقنا ... وما لهم عندي وعندك من ثار
غزوناهم من ناظريك وأدمعي ... وأنفاسنا بالسيف والسيل والنار
قال الشيخ شهاب الدين أبو جعفر الأندلسي، نزيل حلب، وقد أورد هذين البيتين في شرحه على بديعية صاحبه، أبي عبد الله محمد بن جابر الأندلسي: إن حميدة كانت من ذوي الألباب، وفحول أهل الآداب، حتى إن بعض المنتحلين تعلق بهذه الأهداب، وادعى نظم هذين البيتين، لما فيهما من المعاني والألفاظ العذاب، وما غيره في ذلك إلا بعد ديارها، وخلو هذه البلاد من أخبارها، وقد تلبس بعضهم بشعارها وادعى هذا من أشعارها وهو قولها:
وقانا لفحة الرمضاء روض ... وقاه مضاعف الطل العميم3
تظل غصونه تحنو علينا ... حنو الوالدات على الفطيم
وأسقانا على ظمإ زلالًا ... ألذ من المدامة للنديم
تروع حصاه حالية الغواني ... فتلمس جانب العقد النظيم
فهذه الأبيات نسبوها إلى المنازي من شعرائهم، وركبوا التعصب من جادة ادعائهم، وهي أبيات لم يحكها غير لسانها، ولا رقم بردها[4] غير حسانها، وقد رأيت بعض المؤرخين من أهل بلادنا أثبتوها لها، قبل أن يخرج المنازي من العدم إلى الوجود، ويتصف بلفظه الموجود. انتهى كلام الشيخ شهاب الدين المذكور.
ومنه، بين ثلاثة وثلاثة، قول الشيخ جمال الدين بن نباتة، رحمه الله تعالى وعفا عنه آمين.
عرج على حرم المحبوب منتصبًا ... لقبلة الحسن وأعذرني على سهري
1 دجى: اشتدت ظلمته
2 رجوم: ما يرى من الشهب التي يقال إن الله يرجم بها الشياطين عند محاولتهم التنصت إلى ما يدور في العرش.
3 الرمضاء: شدة الحر. [4] رقم بردها: وشى وزخرف ثوبها.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 151