اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 114
وما أحلى قول محيي الدين بن قرناس الحموي:
قد أتينا الرياض حين تجلت ... وتحلت من الندى بجمان
ورأينا خواتم الدهر لما ... سقطت من أنام الأغصان.
وقال البدري الذهبي وأجاد:
هلم يا صاح إلى روضة ... يجلو بها العاني صدا همه1
نسيمها يعثر في ذيله ... وزهرها يضحك في كمه2
ومثله قول ابن عمار:
يا ليلة بتنا بها ... في ظل أكناف النعيم
من فوق أكمام الرياض ... وتحت أذيال النسيم
وأما مطلع قصيدة ابن النبيه، في هذا الباب، فإنه أبهى من مطالع الأقمار، و"ديباجة الاستعارة من حلية تستعار" وهو:
تبسم ثغر الزهر عن شنب القطر ... ودب عذاب الظل في وجنة النهر3
وهذا المعنى مولد من قول ابن خفاجة الأندلسي:
"وطرة ظل فوق وجه غدير" ولكن ابتسام ثغر الزهر عن شنب القطر، في قول ابن النبيه غاية:
وتلطف الشريف العقيلي في هذا الباب بقوله:
وروضة الجام فيها ... من زهرة الراح ورد
فأشرب على وجه روض ... له من السماء خد
وما أحلى قول القاضي، السعيد بن سناء الملك هنا:
ولبعدهم طالت ذوائب ليلهم ... فيها تغطي ضوء وجه نهارهم4
1 العاني: المتعب والمهموم.
2 كم الزهر: زره أو الزهر قبل أن يتفتح تجمع على أكمام
3 الشنب: رقة الأسنان وبياضها، العذار: الشعر المتدلي عند جانب الأذن.
4 ذوائب: جمع مفرده ذؤابة وهي خصلة الشعر في مقدم الرأس.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 114