اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 113
تضاحك في سر المعاطف عارضًا ... مدامعه في وجنة الروض تسفح
وتوري به كف الصبا زند بارق ... شرارته في فحمة الليل تقدح
وقال أبو الحسن علي بن ظافر العسقلاني، في كتابه المسمى بـ"بدائع البداية".
اجتمعت أنا والقاضي الأعز يومًا في روضة، فقلت له أجز: طار نسيم الروض من وكر الزهر. فقال: وجاء مبلول الجناح بالمطر. وما أبدع قول ابن خفاجة في هذا الباب:
وقد نظرت شمس الأصيل إلى الربا ... بأضعف من طرف المريب وافترا
وصفرة مسواك الأصيل تروقني ... على لعس من مسقط الشمس أسمرا1
وممن تلطف في استعمال الاستعارة المرشحة إلى الغاية، مجد الدين الأربلي، بقوله:
أصغى إلى قول العذور بجملتي ... مستفهمًا عنكم بغير ملال
لتلقطي زهرات ورد حديثكم ... من بين شوك ملامة العذال
وممن جاراه في هذه الحلبة أبو الوليد بن حيان الشاطبي، بقوله:
فوق خد الورد دمع ... من عيون السحب يذرف
برداء الشمس أضحى ... بعد ما سال يجفف
وظريف قول مجير الدين بن تميم منها:
كيف السبيل لأن أقبل خد من ... أهوى وقد نامت عيون الحرس
وأصابع المنثور تومي نحونا ... حسدًا وتغمزنا عيون النرجس2
ومثله قوله:
لما ادعى المنثور أن الورد لا ... يؤتى وأن يصلى بنار سعير3
ودت ثغور الأقحوان لو أنها ... كانت تعض أصابع المنثور
ومثله قوله:
كف السبيل للثم من أحببته ... في روضة الزهر فيها معرك
ما بين منثور أقام ونرجس ... مع أقحوان فضله لا يدرك
هذا يشير بأصبع وعيون ذا ... ترنوا إليّ وثغر هذا يضحك
1 المسواك: ما يستك به، وهو عود يتخذ من شجر الأراك، اللعس: سواد مستحسن في باطن الشفة.
2 المنثور: نبات زهره متعدد الألوان وذو رائحة فواحة وأغصان طويلة نوعًا ما.
3 يُصلى: يحرق - سعير: من أسماء جهنم.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 113