اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 103
ثَمُودُ} [1] فذكر ثمود استطراد. وقيل: إن أول شاهد ورد في هذا النوع، وسار مسير الأمثال، قول السموأل:
وإنا لقوم لا نرى القتل سبة ... إذا ما رأته عامر وسلول2
فانظر إلى خروجه الداخل في الافتخار إلى الهجو، وحسن عوده إلى ما كان عليه الافتخار بقوله:
يقرب حبّ الموت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول
ومنه قول حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه:
إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فنجوت منجى الحرث بن هشام
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم ... فنجا برأس طِمِرِّهِ ولجام3
فانظر كيف خرج من الغزل إلى هجو الحرث بن هشام، والحرث هو أخو أبي جهل، أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه، ومات يوم اليرموك بالشام، ومنه قول البحتري، من قصيدة في وصف فرس:
كالهيكل المبني إلا أنه ... في الحسن جاء كصورة في هيكل
ملك العيون فإن بدا أعطيته ... نظر المحب إلى الحبيب المقبل
ما إن يعاف قذى ولو أوردته ... يومًا خلائق حمدويه الأحول4
ومنه قول أحمد بن يحيى البلاذري يرثي أبا تمام:
أمسى حبيب رهن قبر موحش ... لم يدفع الأقدار عنه بكيد
لم ينجه لما تناهى عمره ... أدب ولم يسلم بقوة أيد5
قد كنت أرجو أن تنالك رحمة ... لكن أخاف قرابة ابن حميد [1] هود: 11/ 95.
2 سبة: عارًا.
3 الطّمر: هو الفرس الجواد السريع.
4 يعاف: يترك الشيء اشمئزازًا - والقذى: ما يتكون في العين المريضة من رمض وغمص وغيره.
5 الأيّد: المساعد القوي.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 103