اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت الجزء : 1 صفحة : 408
306- خطبة يزيد بن عاصم المحاربي:
وخرج الإمام علي كرم الله وجهه ذات يوم يخطب، فإنه لفي خطبته، إذ حكمت[1] المحكمة في جوانب المسجد، فقال علي: الله أكبر، كلمة حق يراد بها باطل: إن سكتوا عممناهم، وإن تكلموا حججناهم، وإن خرجوا علينا قاتلناهم، فوثب يزيد بن عاصم المحاربي فقال:
"الحمد لله غير مودع[2] ربنا ولا مستغنى عنه، اللهم إنا نعوذ بك من إعطاء الدنية[3] في ديننا، فإن إعطاء الدنية في الدين إدهان[4] في أمر الله عز وجل، وذل راجع بأهله إلى سخط الله، يا علي أبالقتل تخوفنا؟ أما والله إني لأرجو أن نضربكم بها عما قليل غير مصفحات[5]، ثم لتعلمن أينا أولى بها صليًّا6".
ثم خرج بهم هو وإخوة له ثلاثة هو رابعهم، فأصيبوا مع الخوارج بالنهر، وأصيب أحدهم بعد ذلك بالنخيلة.
"تاريخ الطبري [6]: 41". [1] أي قالوا: لا حكم إلا الله، ويسمي الخوارج المحكمة: أي الذين يمنعون التحكيم. [2] أي غير متروك ولا مقطوع: أي حمدًا دائمًا. [3] يريد بها قبول التحكيم. [4] الإدهان والمداهنة: إظهار غير ما يضمر. [5] أي نضربكم بحدها لا بعرضها، ضربه بالسيف مصفحًا: أي بعرضه. [6] صلي النار وبها صليا: قاسى حرها.
خطبة عبد الله بن وهب الراسي
...
307- خطبة عبد الله بن وهب الراسبي:
ولما بعث الإمام علي أبا موسى الأشعري لإنفاذ الحكومة، لقيت الخوارج بعضها بعضًا، فاجتمعوا في منزل عبد الله بن وهب الراسبي، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت الجزء : 1 صفحة : 408