responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 297
175- صورة أخرى:
وخطب أيضًا في هذا الصدد، فقال:
"أيها الناس: أطيعوني تكونوا جرثومة من جراثيم العرب، يأوي إليكم المظلوم، ويأمن فيكم الخائف، إنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعلم بما سمعنا، إن الفتنة إذا أقبلت شبهت، وإذا أدبرت بينت، وإن هذه الفتنة باقرة[1] كداء البطن، تجري بها الشمال والجنوب، والصبا[2] والدبور، فتكن أحيانًا، فلا يدرى من أين تؤتى، تذر الحليم كابن أمس، شيموا[3] سيوفكم، وقصدوا [4] رماحكم، وأرسلوا سهامكم، واقطعوا أوتاركم، والزموا بيوتكم، خلوا قريشًا إذا أبوا إلا الخروج من دار الهجرة، وفراق أهل العلم بالإمرة، ترتق[5] فتقها، وتشعب[6] صدعها، فإن فعلت فلأنفسها سعت، وإن أبت فعلى أنفسها جنت، سمنها تهريق في أديمها، استنصحوني ولا تستغشوني، وأطيعوني يسلم لكم دينكم ودنياكم، ويشقى بحر هذه الفتنة من جناها".

[1] فتنة باقرة: صادعة للألفة شاقة للعصا، وفي الكامل لابن الأثير: فاقرة بالفاء، وهي الداهية تكسر فقار الظهر.
[2] الصبا: ريح تهب من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار. والدبور: ريح تقابلها.
[3] شام سيفه يشيمه: غمده واستله، ضد.
[4] التقصيد والقصد: الكسر بأي وجه كان أو بالنصف، ورمح قصد ككتف وقصيد وأقصاد متكسر.
[5] رتق الفتق: سده.
[6] الشعب: الإصلاح والإفساد والجمع والتفريق، -ضد-.
176- خطبة زيد بن صوحان:
فقام زيد بن صوحان، فشال[1] يده المقطوعة، فقال:
"يا عبد الله[2] بن قيس، رد الفرات عن أدراجه[3]، اردده من حيث يجيء،

[1] شال: رفع، قطعت يده يوم جلولاء، وقيل بالقادسية في قتال الفرس، وقتل يوم الجمل "أسد الغابة 2: 234".
[2] هو اسم أبي موسى.
[3] جمع درج بفتحتين، وهو الطريق.
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست