اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت الجزء : 1 صفحة : 255
123- خطبة عمر:
ولما حصر أبو عبيدة أهل إيليا ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحربه سألوه الصلح على أن يكون عمر هو الذي يعطيهم العهد، ويكتب لهم الأمان، فأقبل عمر إلى الشام حتى انتهى إلى الجابية، فقام في الناس، فقال:
"الحمد لله الحميد المستحمد المجيد، الدفاع الغفور الودود، الذي من أراد أن يهديه من عباده اهتدى، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا.
أما بعد؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن خيار أمتي الذين يلونكم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل على الشهادة ولم يستشهد عليها، وحتى يحلف على اليمين ولم يسألها، فمن أراد بحبوحة[1] الجنة فليلزم الجماعة، ولا يبالي الله شذوذ من شذ، ألا لا يخلون رجل منكم بامرأة إلا أن يكون لها محرمًا؛ فإن ثالثهما الشيطان".
"فتوح الشام ص 226". [1] وسطها.
124- خطبة عمر:
ولما كان عمر رضي الله عنه بالشام، قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:
على رجل من أهل إيليا، أو كان عنده لم يأتنا به، ولم يرفعه إلينا، ألا ولا يبقين رجل من أهل عهدنا إلا تهيأ واستعد، حتى يسير معي إلى أهل إيليا، فإني أريد المسير إليهم، والنزول بساحتهم، ثم لا أزايلهم حتى أقتل مقاتلتهم، وأسبي ذراريهم، أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون".
"فتوح الشام ص146".
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت الجزء : 1 صفحة : 255