اسم الکتاب : ثمرات الأوراق في المحاضرات المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 120
فعن عكرمة قد روي، يطير مع الهواء لفرط صلاحه ولم يبق على السر المصون جماح، إذا دخل تحت جناحه إن برز من مقصفه، لم يبق للبرد قيمة بل تنعزل بتدبيج أوراقه، وتعلق عليه من العين التميمة ما سجن إلا صبر على السجن وضيق الأطواق، ولهذا حمدت عواقبه على الإطلاق، ولا غنى على عود إلا أسال دموع الندى من حدائق الرياض، ولا أطلق من كبد الجو إلا كان سهما مريضا تبلغ به الأغراض، كما علا فصار بريش القوادم كالأهداب لعين الشمس، وأمسى عند الهبوط لعين الهلال كالشمس، فهو الطائر الميمون والغاية السباقة، والأمير الذي إذا أودع أسرار الملوك حملها بطاقة، فهو من الطيور التي خلا لها الجو فنقرت ما شاءت من حبات النجوم، والعجماء التي من أخذ عنها شرح المعلقات فقد أعرب عن دقائق الفهوم، والمقدمة والنتيجة الكتاب الحجلي في منطق الطير وهو من جملة الكتاب الذي إذا وصل القارىء منه إلى الفتح تهلل بفاتحة الخير، وإن تصدر البازي بغير علم فكم جمعت بين طرفي كتاب وإن سألت العقبان عن بديع السجع أحجمت عن رد الجواب.
شعر:
رعت النسورٌ بقوةٍ جيفَ الفلا ... ورعى الذبابُ الشهدَ وهو ضعيف
ما قدمت إلا وأورثتنا من شمائلها اللطيفة نعم القادمة، وأظهرت لنا من خوافيها ما كانت له خير كاتمة، كم
اسم الکتاب : ثمرات الأوراق في المحاضرات المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 120