اسم الکتاب : تلوين الخطاب المؤلف : ابن كَمَال باشا الجزء : 1 صفحة : 371
زعم أن المذكور (من) التفضيلية، فقال: "يرد عليه أنّ ما بعد (من) لا يصلح أن يكون مفضّلاً عليه، إذ ليس مشاركاً لما قبلها في أصل الفعل؛ أعني الكثرة ونظيره قولهم: أكثر من أن يحصى، [وقولهم] [1]: الناس أكيس من أن يمدحوا رجلاً ما لم يروا عنده آثار إحسان، وهو كثير في كلام المولّدين فقيل: كلمة (من) متعلقة بفعل يتضمّنه اسم التفضيل؛ أي: متباعدة في الكثرة من ضبط القلم، ومن الإحصاء، ومتباعدون في الكياسية من مدح الرجل الخالي عن الإحسان، وردّ بأنّ (من) إذالم تكن[2] تفضيليّة [فقد] [3] استعمل أفعل التفضيل بدون الأشياء الثلاثة، ولاشك أن التفضيل مراد، فالمعنى أكثر[4] مما يمكن أن يضبط[5]بالقلم، ومما يمكن أن يحصى، وأكيس [ممّن] [6] يتأتى منه أن يمدح الخالي عن الإحسان، إلا أنه سومح في العبارة اعتماداً على ظهور المراد"[7]. إلى هنا كلامه.
ومبنى ما ذكره أولاً وآخراً الغفول عن أصلٍ في هذا الباب، ذكره الإمام المرزوقي في شرح الحماسة، وصاحب المغرِّب[8]، وغيرهما، وهو: أن أفعل [1] في النسختين: وقوله. والسياق يتطلب ما ذكرته، لأنه سبق بقول المؤلف: "ونظيره قولهم ... ". [2] في (م) يكن. [3] في النسختين: قد وما أثبته من شرح السيد الشريف. [4] ساقط من (م) . [5] في (م) : يضبطها القلم وفي (د) يضبطه. [6] في النسختين: مما وما أثبته من شرح السيد الشريف. [7] شرح القسم الثالث من مفتاح العلوم للسكاكي: (39/أ) . [8] في (م) : المعرب.
وصاحب المغرب هو: أبو الفتح ناصر بن عبد السيّد بن علي المطرّزي الخوارزمي، أديب وعالم بالنحو واللغة والفقه الحنفي، وكان معتزلياً من مؤلفاته: شرح مقامات الحريري، و (المصباح) في النحو، و (المعرب) في اللغة وقد شرحه ورتبه في كتابه (المغرب في ترتيب
المعرب) وغير ذلك. وتوفي بخوارزم سنة 610هـ.
انظر: بغية الوعاة 2/311، الأعلام 7/348.
اسم الکتاب : تلوين الخطاب المؤلف : ابن كَمَال باشا الجزء : 1 صفحة : 371