اسم الکتاب : تلوين الخطاب المؤلف : ابن كَمَال باشا الجزء : 1 صفحة : 356
إن قُرئ (تذكرتَ) بالفتح كما هو الرواية، فالالتفات فيه على رأي صاحب المفتاح؛ حيث كان الظاهر ضمّها على التكلم [1] فعدل عنه إلى الخطاب، وإن قُرِئ بالضمّ فالالتفات في (يهيجك) وهذا باتفاق[2].
وثانيها: الالتفات من التكلم إلى الغيبة: ومثاله من التنزيل: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ} [3] كان الظاهر أن يقال: فصلّ لنا. قال الفاضل التفتازاني في شرح التلخيص: "وقد كثر في الواحد من المتكلم[4] لفظ الجمع تعظيماً له لعدّهم[5] المعظّم كالجماعة، ولم يجيء ذلك للغائب والمخاطب في الكلام القديم، وإنّما هو استعمال المولّدين كقوله:
بِأَيِّ نَوَاحِي الأَرْضِ أَبْغِي وِصَالَكُمْ وَأَنْتُمْ مُلُوْكٌ مَا لِمَقْصَدِكُمْ نَحْوُ6
تعظيماً للمخاطب وتواضعاً من المتكلم[7] وفيه نظر؛ لأنّه قد جاء ذلك للغائب والمخاطب أيضاً في الكلام القديم، أمّا الأول: فقد قال الإمام البيضاوي في تفسير قوله تعالى: {و[8]مَا كَانَ لِمُوْمِنٍ ولا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللهُ ورَسُوْلُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} 9 "أي قضى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] [1] في (م) : المتكلم. [2] في (م) : بالاتفاق. [3] الآية (1-2) من سورة الكوثر، والآية من شواهد: المصباح (33) والتلخيص (17) والإيضاح (158) وشروح التلخيص (1/468) . [4] في (م) التكلم. [5] في (د) : لعدم من.
6 البيت ورد في المطوّل (133) دون نسبة إلى قائله. [7] المطوّل على التلخيص: 133. [8] ساقط من (د) .
9 آية (36) من سروة الأحزاب.
اسم الکتاب : تلوين الخطاب المؤلف : ابن كَمَال باشا الجزء : 1 صفحة : 356