اسم الکتاب : تلوين الخطاب المؤلف : ابن كَمَال باشا الجزء : 1 صفحة : 341
على وفق إشارة[1] صاحب الكشاف[2]، بوجود الالتفات في قوله تعالى[3]: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} [4] فإنَّ العدول فيه عن مقتضى[5] ظاهر الكلام، حيث كان سباقه، وهو قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى} [6] على صيغة الغيبة، لا عن مقتضى ظاهر المقام، لأن مقتضاه[7] الخطاب في الموضعين، ونكتة العدول عن مقتضى الظاهر بحسب المقام، التعظيم للنبي عليه الصلاة والسلام، والتلطيف في تأديبه بالعدول عن الخطاب في مقام العتاب، والإباء عن المواجهة بما فيه الكراهة.
وأمّا ما قيل: "في الإخبار عمّا فرط منه، ثم الإقبال عليه دليل على زيادة الإنكار، كمن يشكو إلى الناس جانياً جنى عليه، ثم يقبل على الجاني إذا حمي في الشكاية مواجهاً له بالتوبيخ، وإلزام الحجة"[8] فوهم، لا ينبغي أن يذهب إليه فهم. [1] في (م) شأن. [2] انظر إشارة صاحب الكشاف في 4/218 حيث قال: (وفي الإخبار عما فرط منه ثم الإقبال عليه بالخطاب..) . [3] ليس في (د) . [4] آية (3) من سورة عبس. انظر أنوار التنزيل وأسرار التأويل (2/540) فقد صرح البيضاوي بوجود الالفتات في هذه الآية وذلك لمجيئها بعد قوله تعالى {عبَسَ وَتَوَلّى} وهو واضح. [5] سقط من هنا إلى قوله لا عن مقتضى ظاهر المقام من (م) . [6] آية (1-2) من سورة عبس. [7] في (م) مقتضاء. [8] في (د) الجهة، وهذا القول ورد عند الزمخشري في تفسيره 4/218.
اسم الکتاب : تلوين الخطاب المؤلف : ابن كَمَال باشا الجزء : 1 صفحة : 341