اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 290
وبرغم أن العقاد في هذه الفترة لم يجعل الشعر همه أو فنه الأول، قد ظلت دواوينه تتوالى دون انقطاع، بل لقد أخرج في عام وحد من أعوام تلك الحقبة ديوانين اثنين..
فبعد أن أخرج الجزء الأول من ديوانه الأول سنة 1916، ثم الجزاء الثاني سنة 1917، أخرج الجزء الثالث من هذا الديوان سنة 1921، ثم جمع تلك الأجزاء وضم إليها الجزء الرابع، وسمى كل ذلك: "ديوان العقاد"، ونشره سنة 1928 [1].
وفي سنة 1933، أخرج العقاد ديوانين آخرين، الأول باسم "وحي الأربعين"، والثاني باسم "هدية الكروان"، ثم أخرج سنة 1937 ديوان المسمى "عابر سبيل2".
والملاحظ على شعر العقاد الذي ظهر في تلك الفترة، أنه قد سار -في جملته- على المبادئ التي ارتضاها هو وزميلاه شكري والمازني منذ الفترة السابقة، وهي المبادئ التي تقوم قبل كل شيء على عدم اعتبار الشعر المحافظ البياني مثلًا أعلى للشعر في العصر الحديث، والتي تهتم بالتجديد في موضوعات الشعر، وطريقة أدائه، وتعني في المحل الأول بنفس الشاعر وأصالته، والتي تعطي قيمة كبرى للخيط الذهني في النسيج الشعري، وتحاول محاولة جادة لتحقيق الوحدة العضوية وصدق التجربة الشعرية[3]، كل هذا مع توفيق أحيانًا وإخفاق في بعض الأحايين، وخاصة حين يطغى الفكر، فيفسد طبيعة الشعر[4].
= ص 310 وما بعدها، لترى أن أعظم كتبه الأدبية ظهرت في الثلاثينات، وأن عبقرياته ظهرت في الأربعينات. [1] انظر: ديوان العقاد كلمة ختام ص351، والعقاد دراسة وتحية ص310، ومع العقاد لشوقي ضيف ص138-139.
2 وبعد ذلك أخرج "أعاصير مغرب" سنة 1942، ثم "بعد الأعاصير" سنة 1950. [3] انظر: تفصيل هذه المبادئ في الفصل الثالثل، المبحث جـ من مباحث المقال رقم2 من المقالات المخصصة للشعر. [4] انظر: The Name and Nature of poety. Hausman p.47
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 290